ملفات سياسية

فضائح العائلة المالكة

لا يمكن أن تتسم فترة الحكم الواحدة خاصة وإن كانت طويلة الأمد كفترة حكم الملكة إليزابيث الثانية لبريطانيا ، بشيء من الكمال والسعادة ، بالرغم من أن الجميع قد اشاد بتفاني الملكة اليزابيث في  أداء واجباتها  تجاه البلاد والمواطنين ، إلا أن هناك العديد من الفضائح التي تورطت فيها أسرتها وعائلتها الكبيرة في عهدها.

فلم يمر أحدا من قصر باكنجنهام من بين براثن الاتهامات والادعاءات التي وُجهت ضده ، وهناك العديد التى اعترفوا بها أنفسهم ، حتى الاميرة ديانا

الراحلة لم تنجوا من تلك الإدعاءات ، ومما يجب علينا التنويه اليه هو أن أفراد العائلة المالكة أمراء وملوك وواجهات المجتمع البريطاني أمام العالم إلا أنهم في النهاية بشرا يخطئون ،  ولكن هل تلك الأخطاء تُغفر لهم بحكم مناصبهم ؟ أم ان الفضائح لا تعرف مناصب ؟ وتفوح رائحتها دون أن تعير لتلك المسميات اعتبارأ.

بدايةفضائح العائلة المالكة تتزامن مع عهد الملكة اليزابيث

ويمكن الإشارة الى ان بداية الازمات كانت بالتزامن مع عهد الملكة اليزابيث منذ البداية ، حيث ان قرار الملكة بالزواج من الأمير اليوناني فيليب لم يمر هكذا مرور الكرام دون أن يثير الجدل ، بالرغم من ان فيليب كان قد خدم بإخلاص وأظهر تميزا واضحا في البحرية البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية.

ولقد كان للأمير فيليب شقيقات متزوجات من أفراد من الطبقة الأرستقراطية الألمانية وكانوا اعضاءا في الحزب النازى ، فلذلك لم تتم دعوة اقارب الملك فيليب الى  زفافه من الملكة اليزابيث ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد حيث انه في السنوات الاولى من الجلوس على العرش ، لاحق الزوج الملكى شائعات تدور حول أنه لديه علاقات نسائية.

وانطلاقا من فيليب زوج اليزابيث الى شقيقتها الصغرى الأميرة مارغريت ، نجد أنها كانت   محور العديد من الفضائح التي هزت النظام الملكي في بداية عهد الملكة الراحلة.

فقد قامت مارغريت بإلغاء زواجها المحتمل من ضابط سلاح الجو الكابتن بيتر تاونسند ، حيث أنه لمم يكن مناسبا بموجب القواعد الملكية الصارمة في ذلك الوقت ، وتزوجت بدلا منه المصور أنتوني أرمسترونغ جونز ، ولكن هذا الزواج انتهى بعد علاقتها الغرامية مع منسق الحدائق رودي لويلين ، الذي كان يصغرها بثمانية عشر عاما.

وعلى نفس نهج السياسيين والملوك ولا سيما الأمراء يسير الأمير تشارلز الذي تتعدد فضائحه ، ولم يعير وضعه السياسي حيث انتمائه للعائلة المالكة اى اهتمام ، ولقد بدأت الفضائح التى تخص الأمير تشارلز عندما كانت زوجته الأميرة ديانا لا تزال على قيد الحياة.

توريث الفضائح في قصر باكنجهام كتوريث العرش

ولم تتوقف فضائح تلك العائلة عند الأمير تشارلز الذي اعتلى العرش مؤخرا عن عمر 73 وعاما ، بل حتى إن الفضائح في قصر بكنجهام تورث تماما كالعرش ، فقد توالت الفضائح التي تخلص تلك العائلة ، وشملت جميع الأفراد وعلى جميع الأصعدة.

ولقد بدأت القصة التي تشير الى تورط الأمير آندرو والأميرة ديانا بشكل أساسي في فضيحة تمت صلتها بخيانة الأمير تشارلز ، فيمكننا أن نقول بلا شك ان ديانا وآندرو بطلا خيانة تشارلز ، وقد أشارت الكاتبة البريطانية أنجيلا ليفين في كتابها (كاميلا.. من المنبوذة إلى الملكة كونسورت) إلى تآمر الأمير آندرو شقيق الملك تشارلز الثالث مع الأميرة الراحلة ديانا ضد زوجها الامير تشارلز حتى لا يُصبح ملكاً بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية ، وكشفت ليفين عن تفاصيل صادمة آثارت الجدل فى تلك المسألة.

كما أشارت أيضا إلى أن الأمير آندرو وقف ضدّ زواج شقيقه تشارلز بكاميلا وحاول إقناع الملكة بذلك ، حيث أن كاميلا بالنسة اليه وبالنسبة إلى دوق يورك ، لم تكن شخصاً يُمكن الوثوق به ، وكان آندرو معاديا لظهور كاميلا ، ولم يتقبلها مطلقا ، ووصفها بانها إمراءة سامة ، وعديمة الجدوى ، ولقد أكدت صحيفة ( الديلى ميل ) هذه المعلومات التي أشارت اليها أنجيلا ليفين في كتابها ، وسلطت تلك الصحيفة الضوء على أن آندرو دوق يورك الذي لم يكن مسرورا من كاميلا ، وعمد الى التآمر مع الاميرة ديانا لمنع تشارلز من الوصول الى العرش ، ولقد بذل آندرو جَل جهده في ذلك ، حتى لا يصبح تشارلز ملكا عندما تموت والدته.

واحقاقا للحق فقد كان الأمير تشارلز في تلك المسألة خارج نطاق الفعل ،  حيث كان الأمر برمته مجرد مؤامرة ضده ، ولم يكن له يد في ذلك ، ولكن لا يمكن ألا يُدان مطلقا ، حيث ان علاقته بكاميلا كانت خارج حيز المنطق والعقل.

لكن لتأتى يد الأمير تشارلز في التآمر هو الأخر مع ابنه وليام ، وقاما ببذل جهودا مضنية في التأثير على الملكة إليزابيث الثانية الى ان اتخذت قرارا بتجريد الأمير آندرو من جميع ألقابه ورتبه العسكرية ، وذلك بسبب قضية الاعتداء الجنسي التي اتهم بها ، فكان للامير تشارلز هنا اليد الأولى  في ذلك القرار المُتخذ بشان آندرو.

كما أشارت أنجيلا ليفين أنه عندما كانت الأميرة ديانا على قيد الحياة ، كانت قريبة جدا من دوقة يورك ، وكان دوق يورك يتخذ مسارا مختلفاً عن والدته ملكة إنجلترا عندما اختلفت مع خططه ، وصرح آندرو ان تلك كانت من بين المرات القليلة التي لم يحصل فيها على ما يريد ، وأشارت ليفين في كتابها أن آندرو كان ساما ، وهذا ما تسبب في توتر علاقته بالملك تشارلز.

ولقد كانت أكبر فضيحة في عهد الملكة اليزابيث هى فضيحة فشل زواج ابنها الأكبر تشارلز ،  من زوجته الأولى ديانا وعلاقته بكاميلا باركر التي كان على علاقة بها أثناء زواجه بديانا ، وتزوجها بعد وفاتها.

ولقد كانت ديانا نفسها مصدر المعلومات الرئيسي عن الادلاء بانهيار زواجها من تشارلز بشكل لا يحتمل الاصلاح ، ولقد صرحت ديانا بانها كانت تعاني صراعا نفسيا بسبب ما تعرضت له من خيانة تشارلز لها ، ولقد دفعها وضعها النفسي السيء  إلى محاولات انتحار.

ولقد نشر في الصحف بعد ذلك  مقتطفات من محادثة هاتفية مسجلة بين ديانا وضابط الجيش جيمس جيلبي ، وبعد الانفصال عندما ظهر كل من ديانا وتشارلز في مقابلات تلفزيونية اعترفا بخيانتهما ، حيث أكدت ديانا أنها كانت على علاقة بضابط الجيش ، ولكنها أشارت الى ان زواجها من تشارلز كان يضم  ثلاثة  أفراد ، في إشارة واضحة الى كاميلا.

ولقد كان عام انفصال الأميرة ديانا وزوجها الامير تشارلز عاما سيئا بالنسبة لقصر بكنجهام ، وكان ذلك في عام 1992 والذي أطلقت عليه الملكة اليزابيث العام الفظيع ، حيث شهد ذات العام انفصال ابنها الثاني الأمير أندرو عن زوجته سارة فيرجسون دوق ودوقة يورك ، حيث أن احدى الصحف تداولت صورة لدوقة يورك برفقة أحد رجال الأعمال الأثرياء الأمريكيين بجوار حوض سباحة في فيلا فرنسية.

وشهد هذا العام أيضا طلاق ابنتها الأميرة آن رسميا من مارك فيليبس ، وكان ذلك عقب زواج دام نحو20 عاما ، حيث انتشرت قصصا عن علاقاتهما العاطفية بأطراف أخرى ، وتزوجت الأميرة آن بعد ذلك من تيموثي لورنس القائد في البحرية.

كما شملت فضائح الأمير آندرو أيضا الذي اتسم بالاستهتار صلته بجيفري إبستين بعد 3 سنوات من إدانة رجل الأعمال الأمريكي بالاعتداء الجنسي على أطفال ، فأدجبر ذلك الأمير آندرو على التخلى عن دور السفير التجارى لبريطانيا.

وفي عام 2015 قالت فيرجينيا جيوفري في وثائق قضائية إن الأمير أندرو أجبرها على ممارسة الجنس معه وهي قاصر، وهذا ما انكره أندرو ولكن الاتهامات لاحقته ، كما ان الشكوك تزايدت خاصة بعد انتحار إبستين في السجن عام 2019 والذي كان محتجزا باتهامات متعلقة بالاتجار بقاصرات.

ولقد حاول أندرو إنقاذ سمعته فقام بإجراء مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية والتى وُصفت بأنها كارثية ، وأُجبر بعدها على التنحي عن واجباته الملكية وسعت الشركات والأعمال إلى النأي بنفسها عن أي ارتباط  أو علاقة معه.

ولقد رفعت فيرجينيا جيوفري دعوى مباشرة على أندرو قالت فيها إنه اعتدى عليها جنسيا وحطمها ، وعلى اثر ذلك تم تجريد أندرو من رتبه العسكرية ولقب صاحب الجلالة الملكية ، ثم استطاع أندرو ان يتوصل الى تسوية للدعوة القضائية ، بالرغم من انه لم يعترف  بإرتكاب أى جريمة ولكنه وافق على دفع مبلغ لم يتم الافصاح عنه ، حتى يتجنب الحرج في مواجهة الاتهامات في المحكمة.

وجاء الامير هارى بكتابه والذي يعد بمثابه مذكرات عن حياته وحياة العائلة المالكة ليكشف عن فضائح مخبأة عن قصر باكنجهام ، حيث كشف الكتاب عن مشاجرة بين الامير وليام وشقيقه الامير هارى ، وكانت تلك المشاجرة حسبما وصفها الأميرهارى في كتابه اعتداء جسدى من قبل الأمير وليام وأسقط فيها شقيقه هارى أرضا بعدما قام وليام  بوصف زوجه شقيقه ميجان  بأنها وقحة صعبة المراس ، وتبادلا السباب الى أن تفاقم الأمر ووصل الى مشاجرة بالأيدى.

ويشار الى كتاب هارى ذلك الذي رفض قصر باكنجهام على إعلان نشره ، على انه مذكرات يحكى فيها عن الملابسات والظروف التي واجهها هارى وزوجته ميجان وجعلته يتخذ قراره بالتخلى عن واجباته الملكية والتوجه الى الولايات المتحدة ، وأشارت صحيفة صنداى تايمز الى ان كتاب هارى يتضمن معلومات موجهه بالأخص نحو الأمير ويليام مما يؤكد الخلاف بينهما.

ويعد هارى وميجان صداعا في رأس العائلة المالكة ، حيث ان هارى وميجان أعلنا في الفيلم الوثائقي عنهما انهما قد رُميا الى الذئاب ، موجهين الاتهامات الى الأسرة المالكة بالكذب من أجل حماية ولى العهد شقيقه الامير هارى ، ويتهم كل من هارى وميجان الإأمير ويليام وزوجته كايت بالتسبب في التغطية الصحفية السلبية حيث أنهما يسرقان الأضواء من سائر أفراد العائلة ، كما يتهم هارى وميجان العائلة المالكة بالعنصرية.

ولم يتوان هارى عن الاعتراف بعدد من الاسرار التي تتعلق به شخصيا ، والتي من بينها إقراره بتعاطيه الكوكايين ، واعترف أيضا انه قام بقتل 25 معاديا خلال مشاركته في المهام العسكرية في أفغانستان ، وغير ذلك من الأسرار التى من شأنها أن تضع العائلة المالكة تحت عجلات حافلة الهاوية .

وأعلن هارى وميجان أيضا في لقاء لهما مع أوبرا وينفرى أن ميجان قوبلت بعنصرية شديدة من قبل العائلة المالكة ، حيث أنها ذات لونا داكن نسبيا ، كما أن جميع أفراد العائلة كان لديهم تحفظا على زواج هارى من ميجان خشية على لون بشرة اولاد هارى.

ولقد تناولت صحيفة صنداى تايمز البريطانية ، قضية فتح شرطة العاصمة لندن تحقيقا بشأن فضيحة دفع أموال مقابل تكريم مؤسسة الأمير تشارلز الخيرية لرجل أعمال سعودي ، ولكن ما يعد للأمير تشارلز والذي توج ملكا على عرش بريطانيا بعد وفاة والدته الملكة اليزابيث الثانية فضيحة الفضائح ، هى اعلان أن لديه ميول مثلية .

وتجيء التفاصيل في هذا الصدد ، ادعائات وجهت الى الملك تشارلز الثالث ، ملك بريطانيا بان لديه ميولا مثلية ، وممارسات غير سوية كان يمارسها منذ ما يقرب من 60 عاما ، ولقد نشرت مجلة جلوب الأمريكية تلك الأخبار التي تدور حول ميول الملك المثلية المخفية ، كما زعمت المجلة أن الاميرة الراحلة ديانا كانت على علم بميول زوجها الأمير تشارلز حينها ، كما أنها أخبرت ابنيها الأمير ويليام والأمير هارى ، أن والدهما اعترف بخيانته لها مع رجال آخرين.

ولقد ظلت حقيقة مثلية تشارلز قيد الكتمان طوال السنوات الماضية ، ويصرح مسؤول بريطاني لم يكشف عن هويته ان مناهضين الملكية قاموا بتسريب تلك الانباء بمثلية تشارلز  إلى أعضاء البرلمان البريطاني لدعم حملتهم لإلغاء الملكية ، ومما يعد ديناميتا يهدد عهد تشارلز الذي بالكاد يبدأ.

ولقد أخبر مصدر انه كان اعتراف من خادم القصر الراحل جورج سميث بميول تشارلز المخفية على شريط مصور ، ولكن الملكة إليزابيث الثانية أمرت بالعثور على الشريط وتحطيمه ، ولقد قال مصدر آخر أن الملكة كاميلا تدرك تماماً الحياة المزدوجة السرية للملك تشارلز الثالث ،  حيث أنه طالما بقيت حياته المثليّة طي الكتمان ، يمكنها استغلالها لصالحها لتحقيق حلم حياتها في أن تصبح ملكة.

ولقد أثُيرت فضيحة أخرى عن تلك العائلة التي تنضب فضائحها ، حيث تم الكشف عن أدلة وصور تخص الأمير تشارلز والذي توج ملكا مؤخرا وزوجة ابنه الأمير هاري ميغان ماركل ، الامر الذي دعا البعض للقول بان هناك علاقة حب تجمع بينهما.

فلقد انتبه بعض المتابعين لوجود صورة للنجمة ميغان ماركل في إحدى غرف كلارنس هاوس الذي يقيم به تشارلز وزوجته كاميلا ، ما أثار جدلا كبيرا ، وقد رصد المتابعون تلك الصورة بعد نشر مجموعة صور خلال فعاليات الاحتفال باليوم العالمى للمرأة ، وتعجب  المتابعون من ان الامير تشارلز لا يزال محتفظا بتلك الصورة في القصر ، والتى تظهر فيها ميجان وهى تسير على الممشى من مراسم زفافها على نجله الأمير هاري.

وذلك على الرغم من توتر العلاقات في ذلك الوقت بين هاري وميغان من ناحية وأفراد العائلة الملكية من ناحية أخرى ، بعدما قرر كل من هارى وميجان الانتقال الى العيش في الولايات المتحدة والتخلى عن مهامهما الملكية ، فما أثار الاشعات حول وجود علاقة حب تجمع ميجان وتشارلز ، أو حب من طرف الأمير تشارلز فقط.

ونستنتج من تلك التقارير والأنباء التي تداولتها الصحف ووسائل الإعلام ، أن العائلة المالكة تتضمن العديد من الفضائح والتي يمتد تاريخها الى سبعة عقود مضت ، منذ اعتلاء الملكة اليزابيث لعرش بريطانيا ، وحتى بعد وفاتها لاتزال الأخبار التي تتنقالها الصحف ، أو التي يتناولها كتاب (البديل) لهارى الذ لا يتوانى فيه عن ذكره أسرار وخبايا العائلة المالكة ، والتي أثارت ضده الصحف والرأى العام ، حيث اتهمته بالخيانة وتشويه سمعة عائلته مقابل بضعة دولارات.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button