فضائح يونايتد إيرلاينز
غالبا ما تكون الفضائح الخاصة بالشركات على الارض ، اما تلك الفضيحة التى نالت من سمعة الشركة التى سنتحدث عنها اليوم عزيزى المشاهد قد حدثت في الجو ، فهى فضيحة أو مجموعة من الفضائح تمس بشركة طيران عالمية ، انتهجت نهجا معيبا ، وسلوكا مشينا في التعامل مع عملاءها المسافرين ، حتى أن بعض الفضائح قد تمتد لتنال من طاقم العمل ، وسنتعرف معا على تلك الاحداث بشيء من التفصيل .
يونايتد إيرلاينز شركة طيران أمريكية ، كثيرا ما تعرضت لعدة انتقادات ونداءات لمقاطعتها ، نتيجة قيامها بالعديد من المخالفات ، وتسببها في كثير من المشكلات ، وتصدرها الانباء بين كل حين وأخر بفضيحة جديدة ، وتعترييها دائما موجة من الانتقادات بسبب سوء معاملة طاقمها للركاب وعدم الاهتمام بالخدمات المطلوبة .
الفضيحة الاولى :-
والفضيحة الأولى التى تعرضت لها يونايتد إيرلاينز ، هى دعوى قضائية رُفعت أمام محكمة اتحادية في سان انطونيو بولاية تكساس الامريكية ، وكانت تلك الدعوى مقدمة من قبل احدى مضيفات الطيران التى تعمل في الشركة ، ووجهت اتهام للشركة بأنها تقاعست عن حمايتها بعد أن نشر طيار صورا غير لائقة لها على الإنترنت.
وكانت المضيفة قد قدمت عددا من الشكاوى ، لكن الشركة تخاذلت عن ردع سلوك الطيار وتقويمه ، فقامت لجنة تكافؤ فرص العمل برفع دعوى مساندة للمضيفة ، فجاء رد الشركة في بيان عبر بريد إلكتروني ، والذي أكدت فيه يونايتد إيرلاينز على أنها قامت بفحص المزاعم التي وردت في الشكوى ، وانها تختلف مع الوصف التى وصفتها بها لجنة تكافؤ فرص العمل ، كما أكدت إرين بينسون ، المتحدثة باسم الشركة في البيان ، على أن الشركة لا تتساهل مع التحرش الجنسي في أماكن العمل ، وستدافع بقوة عن نفسها في تلك القضية.
وكانت الدعوة تضم تفاصيلا تشير الى انه كان هناك علاقة بين المضيفة والطيار ، ولقد أنهت المضيفة تلك العلاقة ، بعد أن رفض الطيار التوقف عن نشر منشورات مسيئة شملت اسمها ووظيفتها ومطارها الرئيسي ، كما أن المنشورات التى نشرها الطيار على مواقع متعددة على الانترنت ، شاهدها زملاء المضيفة في العمل ، وهو ما أثر بشدة على أجواء العمل حولها ، فطالبت من ذلك لجنة تكافؤ فرص العمل ، بالحصول على تعويضات للمضيفة ، بالاضافة الى أنها طلبت من المحكمة توجيه أمر لشركة يونايتد بالقضاء على التحرش الجنسي ومنعه في مكان العمل ، ولقد أسفرت تلك الدعوى عن تقاعد الطيار المتسبب في الحدث عام 2016.
الفضيحة الثانية :-
كما أن الشركة تعرضت لثلاث فضائح أخرى ، وما يدعو للأسف والغضب ، أن جميعها كانت خلال أسبوع واحد ، فهى حتى ليست على فترات متباعدة ، ومن بين تلك الفضائح الثلاث ، نجد أن طاقم الطائرة التابعة لشركة “يونايتد إيرلاينز” ، وفى التفاصيل التى تخص الحادث ، يقول مايكل هوهل ، وخطيبته أمبر ماكسويل ، إن ضابطًا أنزلهما من الطائرة قبل إقلاعها من مدينة هيوستن الأمريكية بسبب تغيير مقاعدهما.
الا أن الشركة أصدرت بيان ونفت فيه كل ما ورد عن الزوجين ، مؤكده على أنه لم يكن هناك أى ضباط أو سلطات اخرى في هذه المسألة ، وأضافت أن الزوجين حاولا أكثر من مرة التوجه والجلوس في مقاعد من درجة أعلى لم يدفعا تذاكرها ولم يلتزما بتعليمات الطاقم بالعودة إلى المقعدين المخصصين لهما.
ومن ثم يعود الزوجان لنفى اتهامات الشركة ، وأفصحا عن انهما حاولا دفع تذاكر المقاعد في الدرجة الأعلى بعد أن وجدا راكبًا نائمًا على مقعديهما ، إلا أن الشركة رفضت طلبهما.
الفضيحة الثالثة :-
وفى نفس الاسبوع ، وفى رحلة أخرى من مدينة هيوستن الأمريكية إلى مدينة كالغاري الكندية ، قال المسافر ريتشارد بيل إن عقربًا لدغه أثناء جلوسه على مقعد في مقصورة رجال الأعمال ، ويصف ريتشارد بيل الحادث قائلا أنه شعر بشيء يسقط على رأسه ، ومن دون ان يدرك ما هو هذا الشيء أمسك به على الفور ، فأخبره أحد الركاب الذي كان يجلس بالقرب منه أنه يمسك بين يديه عقربا ساما ، فألقى به على الفور ، وحاول ابعاده عنه فلدغه في اصبعه ، وتمكن ريتشارد من قتل العقرب ، وتدخل الطاقم بعد ذلك للالقاء ببقايا العقرب في المرحاض.
الفضيحة الرابعة :-
وفي فضيحة أخرى ، أظهر تسجيل التقطه أحد الركاب في طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز ، وانتشر هذا المقطع على نطاق واسع على منصة التواصل الاجتماعى فيس بوك ، وكان هذا المقطع يُظهر رجال أمن وهم يحاولون إخراج راكب ذي ملامح آسيوية قسرًا ، وذلك خلال رحلة من مطار شيكاغو إلى لويس فيل ، وذلك لأن الشركة كانت تسعى لإتاحة أربعة مقاعد لموظفي شركة طيران شريكة على متن الطائرة.
وبعد سؤال طاقم الطيران الركاب لمنح أربعة مقاعد بشكل طوعي ، لم يبدِ أحد اهتمامه ، فأجرى الطاقم قرعة اختاروا من ضمنها أربعة ركاب بشكل عشوائي ، ثلاثة من بين الركاب الذين اختارهم الطاقم قبلوا النزول ، إلا الراكب الآسيوي رفض ، وقال في التسجيل المصور ” أنا دكتور، عليّ الذهاب ، لدي مرضى يجب أن أعالجهم” ، وأظهر المقطع المصور ثلاثة رجال أمن يجرون الراكب على الأرض وقد غطته الدماء ، حيث كانت أنفه تنزف جراء الاعتداء عليه ، وهو ما دفع الرئيس التنفيذي للشركة أوسكار مونوز إلى الاعتذار ، ولقد ذكرت إدارة الطيران في الولايات المتحدة أن 3 من الضباط المشاركين في الحادث تم منحهم إجازة إدارية.
وفى ضوء تلك الواقعة خسرت شركة الطيران “يونايتد إيرلاينز” الأمريكية ، نحو من مليار دولار من قيمتها السوقية في البورصة ، حيث أثار الفيديو الذي أظهر الراكب يتعرض للضرب من قبل قوات أمن المطار ، استهجانا واسعا داخل المجتمع الأمريكي ، ودفع بتدشين حملات لمقاطعة الشركة على الإنترنت.
ولم تقتصر حالة الغضب على الولايات المتحدة ، حيث ان المقطع المُسجل للحادث حصد أكثر من 100 مليون مشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين ، نظرا لأصول الراكب المطرود الصينية ، وتعد الصين واحدة من أهم أسواق الشركة الأمريكية ، حتى أن الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وصف تلك الازمة بانها مريعة ، وعاب على الشركة الأمريكية عدم التفاوض مع الراكب لترك مقعده ، واللجوء للعنف.
وأعلن الراكب محور الأزمة استعداده للجوء إلى القضاء ، وكشف عن تهديدات الأمن له خلال المواجهة بتقيده بالأصفاد الحديدية ، ولقد كشف الإعلام الأمريكي عن مدى قانونية طلب شركات الطيران إخلاء الركاب لمقاعدهم المحجوزة والمدفوعة ، لإفساح مقاعد لموظفي الشركة ، حيث أنهم يملكون الأولوية على الرحلات الجوية ، مقابل مبلغ تعويض مادي يتراوح بين 400 إلى 800 دولار ، والذي رفضه الراكب المطرود بسبب التزامه بارتباطات تمنعه من التأخر.
ولقد قررت وزارة النقل الأمريكية عدم معاقبة شركة طيران يونايتد إيرلاينز الأمريكية ، بعد فضيحة سحب أحد المسافرين من مقعده بالقوة ، والتي وقعت في مطار شيكاغو أو هاير ، وكانت الوزارة قد اتخذت هذا القرار في رسالة أرسلتها الى شركة الطيران ، وظلت الرسالة في طي الكتمان إلى أن تمكنت منظمة غير ربحية معنية بحماية حقوق المسافرين جوا ، من الحصول عليها وفقا لقانون حرية اكتساب المعلومات ، وقامت بنشرها .
ولقد كتب بلاين ووركي ، المستشار بوزارة النقل الأمريكية ، في الرسالة أنه ليس ثمة دليل على أن شركة يونايتد إيرلاينز قد استخدمت أسلوبا تمييزيا ضد أحد من المسافرين معها ، ممن لم يقبلوا تغيير سفرهم على الرحلة محل الحادث ، على أساس العرق أو اللون أو الديانة أو الجنس أو النسب.
فتقدمت منظمة حماية حقوق المسافرين جوا بطلب لوزارة النقل الأمريكية بالرد عن كيفية التسامح مع الواقعة المهينة ، وهو مشهد سجله المسافرون الآخرون بكاميرات هواتفهم وتم تداوله على الإنترنت وانتشر بشدة ، مثيرا إدانة واسعة بالولايات المتحدة ، وفي العالم ، ويقال إن شركة الطيران قد توصلت لتسوية مع المسافر .
الفضيحة الخامسة :-
وبعد تلك الواقعة حدثت واقعة أخرى ، صعت من مشاعر الغضب تجاه الشركة ، حيث قام موظف بشركة يونايتد ايرلاينز ، بطرح رجل عجوز يبلغ من العمر 71 عامًا بعد أن طلب من عامل المطار طباعة بطاقة صعود جديدة ، لأنها كانت ملطخة ، وبعد أن سقط المسن أرضاً هرعت ممرضة خارج الخدمة لمساعدته وطلبت الطوارئ دون معرفة سبب الإصابة.
وفي هذا الصدد ، خرج متحدث باسم شركة يونايتد للطيران قائلا ، لقد شاهدنا الفيديو الذي يُظهر سلوكاً غير مقبول تماماً من قبل موظف بالشركة ، وهذا الموظف لم يعد يعمل بشركتنا ، والسلوك المبين هنا لا يعكس قيمنا أو التزامنا بمعاملة جميع عملائنا باحترام وكرامة ونحن نلقي نظرة شاملة على ما حدث هنا ونتواصل مع عملائنا لتقديم اعتذار شديد لما حدث ولتصحيح الأمر.
وما يمكننا أن نؤكد عليه من خلال تلك الازمات ، أنه لابد وان تكون سمعة شركة يونايتد إيرلاينز تضررت ، نتيجة تلك الاحداث المؤسفة ، والفضائح المتكررة التى تتداولها وسائل الاعلام المختلفة ، فهو شيء مشين حقا ، عدم الحفاظ على أرواح وسلامة المسافرين ، أو عدم احترامهم ومعاملتهم بأسلوب مناسب ، كما ان هذا الاسلوب وان استمر ، سوف تؤول سمعة الشركة الى الحضيض ، كما أن الشركة سوف تنهار وتخسر خسارات مادية رهيبة.