فضايح الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران

في زمن سياسي ليس ببعيد ، يعود الى ما قبل الثلاثون عامًا ، هناك زعيم سياسي ، ورئيس جمهورية قدير ، تركت السياسة بصماتها المريرة على سيرته في التاريخ ، وكأن كل مرتادى السياسة في التاريخ تصيبهم لعنة وتحل بسيرتهم أبدا ، فهى تأبى أن تترك أحدهم يخرج بيد نظيفة من دون ان تلوثها الدماء ، أو على أحسن الفروض ، أن يكون غارقا في الملذات وعالم النساء ، فما بالك لو اجتمع كليهما في رجل واحد ، ناهيك عن استغلال النفوذ ، والسلطة ، وسرقة الاموال ، التى لن تخلو منها  صفحات السياسيين ، حتى وان كان أطهر الزعماء ، فلابد وأنه لم يترك دليلا يدينه ، فالسياسة لعنة ، تصيب كل من يدنو منها ، وتدنس سيرته ، وتجعلها محل سخطا من الجميع ، فأن تكون سياسي دون خسائر كأن تقفز في بحرٍ ، وأنت لا تعلم من مهارة السباحة شيئاً ، فكيف تنتظر أن تنجو ؟

من هو فرانسوا ميتران ؟

فرانسوا ميتران هو سياسي فرنسي ، شغل منصب رئيس الجمهورية لفترتين رئاسيتين بين عامي 1981 – 1995 ، وكان ينتمى الى الحزب  الاشتراكى الفرنسي ، كما أنه شغل منصب أمينه العام.

وفي الكشف عن الحقائق  المجهولة عن حياة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران ، فنجد أنه كان على علاقة مع امرأة شابة تدعى كلير ، وظل معها في علاقة منذ العام  1988 وحتى وفاته في العام 1996.

علاقات ميتران مع النساء

علاقات ميتران مع النساء :-

وكانت البداية عندما وصلت كلير من مدينة “ليموج” إلى باريس لدراسة الحقوق ، وحينما وصلت كلير الى باريس ، أرادت أن تعوّض عن الوقت الضائع الذي قضته في مقاطعة برجوازية تخلو من السعادة ،  فانضمت إلى الحزب الاشتراكي وشاركت في النقابات الطلابية وناضلت مع اليساريين.

وفي ذلك القوت كان الرئيس ميتران قد خسر تأثيره على المجتمع الفرنسي ، حيث أنه منذ بداية تطبيق ميتران لسياسة التقشف ، وقد أدرك اليساريون أنه لا يستطيع تغيير حياتهم ، وجاءت خطوة الانتخابات عام 1984 كارثية بالنسبة لسلطة ميتران ، وكانت تلك الانتخابات الاولى التى تشارك فيها كلير ، وكان الوضع سيئا للغاية ، حتى أن عناوين الصحف جاءت مشيرة الى ميتران بسخرية قائلة ، هل يستطيع حُكم البلد حتى الآن ؟

  وكانت كلير تدافع عن الرئيس الفرنسي ميتران بشدة ، واعتبرت أن الانتقادات التى وجهت اليه انتقادات مُجحفة ، وتبنت كلير الفكر اليسارى ، واتخذت من فرانسوا متران قدوة لها.

ومن ثم زاد اصرار كلير على لقاء الرئيس ، وبدأت تلاحقة هى وصديقها بونوا ، وتحولت رغبة كلير في مقابلة فرانسوا ميتران الى شيء أشبه بالهوس ، وخلال تلك الملاحقات للرئيس من قبل كلير وبونوا ، كان الرئيس لا يلاحظ اى شيء غريب ، وكان يبادلهما النظرات ، أو يلوح لهما بيده ، وفى كثير من الاحيان كان يتوقف ويتجب من مثابرتهما ، وتواجدهما المستمر في كل الاماكن التى يتواجد بها ، وبدأ الرئيس ميتران يُعجب بكلير ، ومن ثم بادرت كلير بدعوته الى شقتها الصغيرة في في شارع “فور” في باريس ، وبدأت تنشأ بينهما علاقة حب ، وأخذت تتردد الى قصر الإليزيه باستمرار ، حتى أنها أصبحت تشاركه في سفراته الرسمية ، وكان الرئيس دوما على اتصال معها.

وخلال السنة الأولى من تلك العلاقة ، قررت كلير أن تخبر صديقتها ، فكشفت عن مشاعر الخوف والحماس والإعجاب والسعادة والاشتياق والحزن التي تنتابها حين تذهب للقائه وتتنزه معه في باريس ، وكان رد فعل صديقتها كفيلا بأن ينهى صداقتهما ،  فقد وصفت تلك العلاقة بأنها أمرا مثيرا بالاشمئزاز ، حيث ان ميتران كان متزوجا ، وكان أكبر منها بكثير ، حيث ان فارق العمر بينهما كان يصل الى خمسين عاما.

ومن ثم بدأت الشائعات تتردد بأقلام الصحف ، وسارت الاحداث بعد ذلك في طريق تكوين  عائلة موازية لعائلته الشرعية ، فلقد أنجب ميتران ابنة غير شرعية ، واسماها مازارين ، وظل مع كلير حتى أخر يوم في حياته ، والتى كانت تتخذ من كلير اسما مستعارا لها ، واسمها الحقيقي آن بانجون.

وخرج هذا السر الى النور بعد وفاة ميتران ، وانتشر كانتشار النار في الهشيم ، ومهد الطريق لفضح أخبار غالبيتها نسائية إحداها مع سيدة عربية ، بمناسبة زيارة رسمية لزوجها المسؤول إلى باريس.

لكن المدهش حقا في علاقات ميتران المتعددة ، هى تلك العلاقة مع تلك الفتاة الشابة كلير والتى كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما ، كما أن ميتران واظب على علاقته بكلير وظل مخلصا في هذه العلاقة طوال ثماني سنوات ، ووفق ما أسرَّت به «كلير» ، فإنه كان يتصرف معها كشاب مراهق ؛ يتصل بها مرتين في اليوم صبحاً وليلاً ، ويلاحقها بالأسئلة حول ما قامت به ، وعن دراستها ، ولاحقاً عن عملها ، وعن علاقاتها مع الرجال الآخرين.

ميتران يلغى عقوبة الاعدام

فرانسو ميتران خلال حرب الجزائر :-

والان لنتطرق للكشف عن الوجه الاخر لفرانسوا ميتران العاشق .

كان فرانسوا ميتران خلال فترة حرب الجزائر وزيرا للعدل في حكومة غي موليه ، وخلال 16 شهرا ، قام فرانسوا ميتران بإعدام وطنيين جزائريين خلال الثورة الجزائرية .

وعندما هم ميتران بمغادرة وزارة العدل في أوج حرب الجزائر عام 1957 ، كان قد تم اعدام 45 وطنيا بالمقصلة ، ولقد جاء ذلك ليكشف عن سر أخر من أسرار الرئيس الفرنسي الغامض  فرنسوا ميتران والذي الغى عقوبة الاعدام في 1981 ، فلقد قام ميتران كما ورد في كتاب  “فرنسوا ميتران وحرب الجزائر” ، ان ميتران سمح دون ان يرف له جفن عندما كان وزيرا للعدل في وزارة الاشتراكي غي موليه وخلال 16 شهرا يقطع رؤوس وطنيين جزائريين سواء كانت ايديهم ملطخة بالدم او لم تكن.

كما أشار ذلك الكتاب الى أن ميتران كان سياسي ماهر وطموح ، وكان عليه تقديم ضمانات للاكثر تشددا في الحكومة ، ليضمن بقاءه فيها.

وذكر مؤلف الكتاب أيضا ، أنه قام بجمع شهادات لا سابق لها في فرنسا والجزائر ،  لاشخاص كانوا ناشطين في تلك الفترة بينهم المؤرخة جورجيت ايلجي التي شهدت حوادث كصحافية ثم كمستشارة في الاليزيه اعتبارا من  1982 ، وشخصية اخرى مثل روبير بادينتر ورولان دوما وميشال روكار وجان دانيال.

ووافق جميعهم على التطرق الى هذا الجانب الغامض والمجهول من حياة ميتران السياسية الذي رفض انكاره بعد ذلك ، وأدلوا بشهاداتهم ، وقد ادلى ميتران بهذا الاعتراف بعد عقود قائلا : “ارتكبت خطأ واحدا على الاقل في حياتي”.

ويقول مؤلف الكتاب أنه أراد أن يسمع أصوات الجزائريين ، وشهاداتهم ، ولقد اعتبر ذلك مصدرا رائعا لكشف الاسرار ، وتمكن من جمعه شهادات من شقيق احد الذين اعدموا بالمقصلة  ومسؤول سابق في الحزب الشيوعي الجزائري ، فقد ادلوا بافادات ولم يكونوا قد تحدثوا من قبل.

وهكذا يمكننا أن ننظر الى  فرنسوا ميتران ، على انه وجهان لعملة واحدة ، فذلك العاشق المتصابي الذي كان يعيش فترة من المراهقة المتأخرة لينجب من امراءة من سن أحفادة ، هو نفسه الرجل الذي أعدم المواطنين الأبرياء بدماء باردة ، ومن دون تهم واضحة ، أو جرم مُرتكب ، حتى أنه هو نفسه الرجل الذي قام بالغاء حكم الاعدام ، جميعهم نفس الرجل ونفس الشخصية على فترات زمنية مختلفة ، فهل يمكن للزمن أن يغير المرء هكذا ، أم أنه دربًا من الجنون يصيب المرء حينما تطأ قدمه أرض السياسة ؟

Leave A Comment