ملفات سياسية

فضائح فيس بوك

في فضيحة مثيرة للجدل ، تظهر منصة من منصات التواصل الاجتماعى ، بل أكثرها شيوعا ، واستخداما ، وهى منصة فيس بوك ، حيث أن تاريخ الشركة حافل بالفضائح ، والتى تتضمن معظمها تسريبات في بيانات العملاء والمستخدمين لتلك الشبكة ، سواء كان عن طريق التواطؤ ، أو الاختراق ، أو حتى أعطال فنية بالشركة ، وسنتعرف سويا ، عن اهم تلك الفضائح التى واجهتها فيس بوك في الأونة الاخيرة .

التعريف بالفيس بوك :-

فيسبوك ، هو أشهر موقع تواصل اجتماعى ، ويمكن تعريفه بأنه شبكة اجتماعية كبيرة ، فهو يسهل عملية  الاتصال بالآخرين والتفاعل معهم ،  كذلك ، يمكن للمستخدمين إضافة أصدقاء إلى قائمة أصدقائهم وإرسال الرسائل إليهم ، وأيضًا تحديث ملفاتهم الشخصية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم.

وقد قام مارك زوكربيرغ بتأسيس فيسبوك بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز اللذين تخصصا في دراسة علوم الحاسب وكانا رفيقي زوكربيرغ في سكن الجامعة عندما كان طالبًا في جامعة هارفارد.

وكانت عضوية الموقع في البداية مقتصرة على طلبة جامعة هارفارد ، ومن ثم امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد ،  ثم اتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي ، وبعدها طلبة المدارس الثانوية ، وأخيرًا أي شخص يبلغ من العمر 13 عامًا فأكثر ، و يضم الموقع حاليًا أكثر من مليار مستخدم على مستوى العالم.

وكان فيس بوك في الأعوام القليلة الماضية ، موضوعا للجدل ، حيث تم حظر استخدام الموقع في العديد من الدول خلال فترات متفاوتة ، وكان ذلك جراء العديد من الفضائح التى لاحقته على مدار سنوات عدة.

الفضائح التى تعرضت لها شركة فيس بوك

فضائح فيس بوك :-

الفضيحة الأولى :-

في عام 2014 ، دخلت شركة فيس بوك في دوامة عاصفة ، عن فضيحة شركة Cambridge Analytica  كامبريدج اناليتيكا ، وكانت تلك الفضيحة متعلقة بحصد بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع فيس بوك ،  ومن دون موافقتهم ، وكان ذلك بهدف تطوير برنامج معلوماتي يتيح كشف النوايا الانتخابية للناخبين وكيفية التلاعب بها.

وقام كريستوفر وايلي وهو باحث في علم البيانات بكشف تلك الفضيحة ، فلقد كان وايلي يعمل لحساب شركة كامبريدج اناليتيكا ، فلقد عمل  وايلى على تطوير الدراسات لتحليل البيانات المحصودة من فيسبوك من خلال تطبيق يتطلب الدخول اليه API الخاص بالفيس بوك ، وهو ما من شأنه ان يمكن أطراف ثالثة من الحصول على بيانات من مستخدمي الفيس بوك ، وليس فقط من يستخدم التطبيق ، بل كل من يتواصل معهم على الموقع ، والذي كان بهدف إنشاء نماذج للشخصيات واستغلال اهواءهم وما يؤثر بهم لبناء الحملات الانتخابية واستهدافهم بشكل أفضل.

وكان الكسندر كوجان على رأس ذلك ، حيث انه استنسخ دراسة مكنته من حصد عشرات الملايين من صفحات المستخدمين لفيس بوك ، وتبين بعد ذلك أن شركة فيس بوك كانت على علم بعملية الحصد هذه منذ عام 2015 ، وقامت فقط بخطوات محدودة لاسترجاع و حماية بيانات هؤلاء المستخدمين.

ويدخل في مسار القضية التدخل الروسي في حصد البيانات للمستخدمين الأمريكيين عن طريق تعاون الكسندر كوجان وكامبريدج اناليتيكا مع شركة نفط روسية مقربة من بوتين.

وبعد خروج هذه المعلومات إلى العلن تراجعت أسهم فيسبوك بمقدار 6.8 بالمئة ، وطال التراجع شركات تكنولوجيا العملاقة في وول ستريت بينهم أبل وألفابيت ونتفليكس ، كما طالت الخسائر أيضا الأسواق الآسيوية مع تراجع أسهم سوني في طوكيو وسامسونج في سيول وتنسنت الصينية في هونغ كونغ.

كما فقدت شركة فيسبوك نحو 37 مليار دولار أميركي من قيمتها السوقية ، في أكبر تراجع للشركة في يوم واحد ، وكان نصيب المدير التنفيذي للشركة مارك زوكيربرغ من هذه الخسارة ، نحو 4 مليارات دولار فقدها من حصته الشخصية في أسهم الشركة.

ولقد تم الكشف بعد ذلك عن أن 87 مليون مستخدم تضرروا من فضيحة اختراق البيانات تلك ،  ويزيد هذا الرقم بكثير عما تم إعلانه في بداية اندلاع الفضيحة ، وبحسب الإحصاءات فإن 97 بالمائة من المستخدمين المتضررين من هذه الفضيحة من الولايات المتحدة الأمريكية ، بينما يوجد 16 مليون مستخدم فقط من دول أخرى.

وعند الخروج عن حيز الصمت ، نجد أن الجميع ينفى القيام  بشراء أو بيع البيانات ، وفيس بوك  ينفي أن تكون العملية عملية اختراق ، فيجد مارك زوكربيرج نفسه مطالبا بتوضيح ما حدث ومسؤولية فيسبوك أمام برلمان الاتحاد الأوروبي ، وأمام البرلمان البريطاني حيث بدأت التحقيقات مع شركة كامبريدج اناليتيكا البريطانية ، كما أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية أنها فتحت تحقيقاً رسمياً مع شركة فيسبوك ، بشأن قواعد الخصوصية الخاصة بها ، ولقد اعترفت شركة فيس بوك بهذا الأمر فيما بعد ، ونشر مدير التكنولوجيا في فيسبوك مايك شكرويبر ، تفاصيل اختراق بيانات المستخدمين على مدونة الشركة.

الفضيحة الثانية :-

ومن ثم تعرضت شركة فيس بوك للتورط في فضيحة جديدة ، تتعلق بتسريب بيانات المستخدمين ، ولكن تلك المرة قد تكون الورطة أخطر ، خاصة بعد ان اعترفت الشركة بأن ثغرة في نظامها الأمني ، هى التى تسببت في فتح بيانات المستخدمين للآلاف من مطوري التطبيقات.

وتمكن الآلاف من المطورين من الوصول الى بينات المستخدمين ، ولقد كانت الشركة بعد أزمة كامبريدج أناليتيكا عام 2018 ، قد أعدت سياسات جديدة تمنع المطورين من تلقي بيانات المستخدم الذي لم يستخدم الشبكة الاجتماعية لأكثر من 90 يومًا.

ولكن اكتشفت شركة فيس بوك أن آلية الأمان تلك فشلت في بعض الحالات في العمل وسمحت لبعض التطبيقات بالوصول إلى معلومات المستخدم حتى بعد الموعد النهائي البالغ 90 يومًا.

وعلى اثر ذلك خرجت منصة فيس بوك قائلة ،  أن المشكلة قد تم إصلاحها بمجرد اكتشافها وأنه لم تتم مشاركة أي معلومات إضافية إلى جانب ما سمح به المستخدم في إعدادات الخصوصية بينما كان حساب فيسبوك لا يزال نشطًا ، وتؤكد على أن المهندسين قاموا باصلاح المشكلة في اليوم نفسه الذي اكتشفوها فيه ، وتخطط لمواصلة التحقيق ومتابعة تحديد أولويات الشفافية حول أي تحديثات رئيسية ، مع تعزيز سياسات الخصوصية لضمان فهم المطورين لمسؤوليتهم تجاه بيانات المستخدين.

الفضيحة الثالثة :-

وتتوالى فضائح فيسبوك ، حيث اعترفت الشركة ، التي تمتلك أكبر منصة للتواصل الاجتماعي في العالم ، بأنها وظفت مئات المتعاقدين للاستماع إلى المقاطع الصوتية التي يتبادلها المستخدمون عبر تطبيق ماسنجر التابع لفيس بوك .

ولقد كانت تلك الخطوة للتأكد من أن الرسائل تنقل إلى المتلقين بشكل صحيح ، الا أن ذلك لا يعفي الشركة من المسؤولية الأخلاقية الناجمة عن تنصتها على رسائل يفترض أن تكون سرية ، ولقد أكدت الشركة بعد ذلك على أنها توقفت عن هذه الممارسة.

الفضيحة الرابعة :-

في فضيحة تسريب أخرى تتعرض لها منصة فيس بوك ، نجد أنها فضيحة مختلفة هذه المرة ، فلحسن الحظ أن الفضيحة لا تخص المستخدمين على الإطلاق ، ولكنها تخص فقط العاملين في شركة فيس بوك ، فلقد أعلنت الشركة عن سرقة أحد الأقراص الصلبة والتي تضم العديد من البيانات الخاصة بمجموعة كبيرة من الموظفين والعاملين بالشركة ، الأمر الذي كان بمثابة صاعقة للكثير من الموظفين .

فبعد سرقة هذا القرص من سيارة أحد العاملين في الشركة ، قامت الشركة  بإرسال رسالة إلي جميع الموظفين تخبرهم بما حدث ، وكان هذا القرص يضم بعض المعلومات حول الحسابات البنكية وتفاصيل الرواتب ، والحوافز الذي يحصل عليها العديد من العاملين في الشركة ، فبدأ جميع الموظفين في إخطار الجهات البنكية التي يتعاملوا معها بما حدث حتى يقوموا بتأمين أنفسهم من خطر التعرض إلي أي عملية سرقة.

ولقد كانت تمت سرقة هذا القرص الصلب من سيارة أحد العاملين في الشركة ، والذي ييعد المسؤول عن تلك البيانات ، ومما ينبغى الاشارة اليه ، أن سياسة الشركة تعتمد على ألا يتم الخروج من الشركة بأي ملف يحتوي على هذا النوع من البيانات على الإطلاق ، فلذلك سوف يتعرض هذا الموظف للمسائلة القانونية ، كما سيتم ايقاع به عقوبة شديدة ، بسبب عدم الامتثال لقوانين الشركة ، بالاضافة الى ذلك فإن جميع البيانات لم تكن مشفرة بل كانت موجودة على جهاز للتخزين بصورة عادية تماماً ، ولقد تدراكت فيس بوك الأمر وتعاملت معه سريعا ، لتقليل من الاثار السلبية التى ممكن ان تحدث جراء عملية السرقة تلك .

الفضيحة الخامسة :-

ومن ثم وجدت فيس بوك  نفسها مجددا أمام فضيحة سرقة جديدة لبيانات ملايين المستخدمين ، وحدث ذلك في الوقت الذي تحاول فيه استعادة الثقة مع مستخدميها بشأن حماية معلوماتهم.

فاندلعت شرارة تلك الفضيحة عندما تم نشر معلومات على شبكة الانترنت تتعلق بأسماء وأرقام هواتف أكثر من 267 مليون شخص من مستخدميه ، ووجدت قاعدة تلك البيانات على منتدى أحد القراصنة الالكترونيين الذي يعود لإحدى الشبكات الإجرامية .

وقال متحدث باسم شركة فيس بوك في ذلك ، أن الشركة تعمل على التحقيق في الأمر ، لكنه من المرجح أن تكون هذه المعلومات تم الاستيلاء عليها قبل إحداث تغييرات على الموقع في السنوات القليلة الماضية لحماية بيانات الناس بشكل أفضل.

ولا يزال معظم مستخدمي فيسبوك بالولايات المتحدة مخلصين للشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم ، ولقد كان فيسبوك قد تعرض لضغوط من جهات تنظيمية ومدافعين عن الخصوصية ومساهمين ، وذلك عقب الفضيحة الخاصة بشركة كمبردج أناليتيكا ، الا أن المؤشرات تفيد بأن فيسبوك لم يتضرر بالفضيحة بخلاف بعض البلبلة.

ولقد خلص الاستطلاع الإلكتروني الذي جرى على مستوى الولايات المتحدة  ، إلى أن نحو نصف مستخدمي فيسبوك في البلاد قالوا إنهم لم يغيروا استخدامهم للموقع ، فيما قال ربع المستخدمين إنهم أصبحوا يستخدمون فيسبوك أكثر.

ونسبة قليلة من باقى المشاركين في الاستطلاع يقولون بأنهم قرروا الحد من استخدامهم لفيسبوك ، أو كفوا عن استخدامه ، أو قاموا بحذف الحساب الخاص بهم.

ومن خلال تلك الفضائح نستنتج أن شركة فيس بوك ، والتى تعتبر من أكثر شبكات التواصل الاجتماعى شيوعا ، واستخداما ، قد مرت بعديد من الباقات العصيبة ، ومرت بخسارات هائلة ، الا انها تمكنت من استعادة مجدها مرة أخرة ، وظلت في الصدارة ، من حيث كونها أكثر شبكات التواصل العالمى استخداما ، وبين مختلف الفئات العمرية .

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button