روسيا تتبع سياسة الأرض المحروقة وتُدمِر مقرا اوكرانيا في خيرسون
انفجاراتٌ وهجمات باتت تُسيطر على مشهدِ الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فتُعاني كييف من ضمّ الدب الروسي لأراضيها والاستحواذ عليها، بينما تتجِه أوكرانيا لتسديد هجمات مضادة، بيد الدول الأوربية.
ولكن هذه المرة ألقت بالحجرة في نطاقٍ أوسع وأكثر خطورة، حيث دوّت الانفجارات بعد إغراق منطقة خيرسون، بانفجار أكبر سد في أوكرانيا نوفا كاخوفكا، وتأثُر تلك المحطة الخاصة بتوليد الطاقة كهرومائية، وكذا يتوقع الخبراء وصول الضرر إلى محطة الطاقة النووية زابوروجيا، فإلى أين يتجه المشهد بعدما أشارت الخبراء إلى الاعتقاد في أن روسيا تتبع سياسة الأرض المحروقة وتُدمِر مقرا اوكرانيا في خيرسون؟، وهل يُمكِّنه أن يُصبِح أكثر قتامة، هذا ما نرصده من خلال تطورات الأحداث.
انطلاق صفارات الإنذار في مقاطعات الأوكرانية استعدادًا لغارة جوية
وهجمات يُقابلها هجمات، فقد سُمِع انطلاق صفارات الإنذار في عددٍ من المقاطعات الأوكرانية، في تحذيراتٍ من الجهات المعنية باقتراب غارة جوية للدفاع الروسي، ولم تكٌن هذه الغارات الأولى من نوعها بل اعتادها الأوكران، لذا هموا بالرحيل.
وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة التنمية الرقمية الأوكرانية، خريطة إنذار توضح إطلاق صافرات الإنذار في مقاطعتي خاركوف ودنيبروبيتروفسك في أوكرانيا، وذلك تحذيراً من ضربات جوية روسية.
وأوضحت الخريطة أن الصافرات دوت في الساعة 11:28 مساءً بالتوقيت المحلي. وسبق ذلك إعلان حالة تأهب جوي في مناطق أخرى من أوكرانيا بما في ذلك سومي وبولتافا، فضلاً عن نيكولاييف.
ويأتي هذا في إطار الضربات الصاروخية والجوية التي يشنها الجيش الروسي على البنية التحتية والحيوية الأوكرانية منذ أكتوبر 2021، بعد أيام من الهجوم الإرهابي على جسر القرم الذي أعلنت الاستخبارات الأوكرانية أنه كان عملية إرهابية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسي عن إطلاق النيران على نقطة مراقبة أوكرانية، حيث دمرت المجموعة المدرعة للقوات المحمولة جوا، بالاعتماد على طائرات مسيرة تدخلّت في تصحيح إطلاق النار على الهدف المُدمر من قِبل عربات الإنزال القتالية “بي إم دي – 4” المزودة بمدافع عيار 100 ملم.
لتشتد الهجمات الروسية على أوكرانيا باستهداف قواتها ومدنها فيُسال الدماء، وترتوي الأراضي الأوكرانية بدماء الأبرياء، بدعمٍ من الغرب، فهل يُمكِنه أن يفتح الباب أمام المفاوضات ليجلس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني زيلينسكي على طاولة المُحادثات.
أوكرانيا تشن هجماتها المضادة..وتدمر محطة كاخوفسكايا الكهرومائية
فيما شنّت أوكرانيا هجمات مضادة خطيرة كما وصفه الخبراء؛ حيث انهار الجزء العلوي من محطة الطاقة الكهرومائية، في كاخوفكا بعدما القصف، حيث أعلن رئيس إدارة منطقة نوفوكا كاخوفكا، فلاديمير ليونتييف، عن تدمير صمامات المحطة، إلا أنه لم ينهار بالكامل، وكذا لم يتأثر سد الخزان.
وفي المقابل شهد منسوب المياه ارتفاعًا وصل إلى 10 أمتار، ليأتي على ارتفاعٍ عاليٍ، إذ يصل ارتفاعه بحدٍ أقصى إلى 12 مترًا.
لاسيما أشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأصابع الاتهام في هذه الهجمات إلى أوكرانيا، واصفًا إياها بالفاشلة.
إلا أن دول أوربا ترى العكس، فتُدين بشدة روسيا، في هجماتها على محطة الطاقة الكهرومائية.
فقد رأى رئيس الحكومة البريطانية، ريشي سوناك، أنه من السابق لآوانه الحديث عن الجهة التي تورطت في تدمير محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية، لاسيما تعمل أجهزة المخابرات التي لم تتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن المسؤول عن “الهجوم الرهيب”.
وفي الوقت نفسه، أشار سوناك إلى أن روسيا هي الجهة التي تقف وراء تدمير سد المحطة، مشددًا على أن هذا الهجوم، إذا كان متعمدًا، فسيكون أكبر هجوم على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا منذ بدء الأعمال العسكرية.
وعن موقف الصين، أعرب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء الوضع في محطة كاخوفسكايا الكهرومائية وعواقبها البيئية الوخيمة، داعيًا جميع الأطراف النزاع في أوكرانيا إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
فأين الحقيقة في هذه الهجمات، وهل يُمكِن إخفاء حقيقتها عن العالم بعد كل الحداثة التي وصلت الدول إليها، من ذكاء اصطناعي حربي، وتكنولوجيا الحرب؟
المياة تغرق مدينة أليوشكي في خيرسون بعد انهيار السد
وذلك قبل حدوث كارثة إنسانية مدوية في مدينة خيرسون بانهيار سد نوفا كاخوفكا، لاسيما أعلنت الجهات الروسية عن استهداف صاروخ فيلخا الأوكراني، لجزء منه؛ فيما تسبب في خسائر بشرية، وأضرار مادية جسيمة، فيما شهدت المدينة أحداثًا عنيفة بعدما غمرت المياه المناطق السكنية، كما رصدت الكاميرات الروسية غرق الشوارع بالكامل والمناطق الزراعية، وذلك في مدينة أليوشكي، بمقاطعىة خيرسون،
كما اشتعلت النيران في الغابات، كما رصد أندرية ألكسينكو على صفحته عبر التليغرام، مُعبرًا عن الأوضاع بأنها أصعب الأوضاع تشهدها منطقة أليشكيAleshki ؛ حيث شهدت المنطقة حالة طوارئ، مما استدعى إرسال شاحنات الطرق الوعرة، فضلاً عن انقطاع الاتصال هناك.
فيما توجهت 100 حافلة لإجلاء السكان، لنقلهم إلى 5آلاف مكان لإيواء الأشخاص.
إجلاء السكان من خيرسون وانخفاض منسوب مياه سد نوفا كاخوفكا
نتيجة مدمرة لحرب روسيا واوكرانيا بانهيار سد نوفا كاخوفكا؛ وأشخاص في عداد المفقودين، على إثر الفيضانات التي غمرت الشوارع في المدينة الأوكرانية الواقعة في المنطقة الواقعة تحت سيطرة روسيا.
وفي السياق نفسه، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بأن تدمير سد كاخوفكا في أوكرانيا يمثل “نتيجة مدمرة أخرى” للحرب الروسية الأوكرانية.
كما أضاف المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن هذه المأساة تعدُّ مثالًا آخر على الثمن المروع الذي يدفعه الناس جراء الحرب، ليتهم كل من روسيا وأوكرانيا بالتورط في تدمير سد كاخوفكا.
وعن مخاطر منسوب الماء، والفيضان المتوقع، ذكرت الإدارة الروسية لمدينة نوفا كاخوفكا الأوكرانية أن منسوب المياه في المدينة بدأ يتراجع، بعد دمار سد المدينة على نهر دنيبرو.
وأفادت إدارة المدينة، الواقعة تحت سيطرة روسيا حاليًا، بانحسار منسوب المياه في الشوارع التي غمرتها المياه في نوفا كاخوفكا.
المندوب الأوكراني يدين روسيا في تفجير سد نوفا وتلغيمه
وعلى الرغم من الاهتمام الروسي بقضية تفجير سد كاخوفكا، والتهديدات الأوكرانية نتيجة لهذه القضية،
إلا أن إداناتٍ واسعة طالت روسيا، فيما وصفها المندوب الأوكراني، بالعمل الإرهابي، فقد أدان المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسا، روسيا واتهمها بالمسؤولية المباشرة عن تفجير سد نوفا كاخوفكا، وذلك بعدما قامت بتلغيمه أولاً.
كما أشار كيسليتسا إلى أن تدمير السد يعد عملاً إرهابيا وأنه يمكن أن يؤدي إلى غمر أكثر من 80 مجمع سكني ويزيد من أزمة المياه في القرم وخيرسون، كما يشكل تهديدًا للسلامة النووية في محطة زابوريجيا.
وكذا فقد كشف عن اتباع روسيا سياسة الأرض المحروقة في أوكرانيا وأن تفجير السد يعد جزءًا من هذه السياسة.
وبين التراشُّق بالكلمات وإلقاء الصواريخ هنا وهناك، باتت الساحة الأوكرانية تُشكِل مخاطر وتهديدات واسعة النطاق، فتُهدد بكارثة وشيكة ينتظرها العالم، يبدأ بفيضان، ولكن لا يُمكِّن تكهُن كيف سينتهي هذا الصراع؟.
يُمكنكُّم أيضًا قراءة:
1-طائرة كاميكازي الروسية إيرانية الصُنع تهاجم كييف والناتو يتضرر