المقاتلات الحربية

الصاروخ الخفي إسكندر سلاح بوتين الحاسم

بخدعة سرية ولمساتٍ سحرية، تمكَّن هذا الصاروخ في خِداع أنظمة العالم، فاستخدمته روسيا في شنّ هجماتها على كييف، فأصبح سلاحها في المناورات العسكرية، لكوّنه يمتاز بالدهاء ألا تُصدِق حقًا، فهو بإمكانه خديعة الجميع، لاسيما أنفقت روسيا عليه أموالاً طائلة للتسلٌح به، فباتت هجماته حارقة وخادعة، في آنٍ واحد.

فيما هاجمت القوات الروسية كييف بإطلاق عشرة صواريخ من نوع إسكندر، فحصد الأرواح جماعةً، وبات الشبح الذي يُهدد بضرب أوكرانيا، على الرغم من المبالغ الصادمة التي أنفقتها روسيا، ليطٌل صاروخ إسكندر برأسه على ساحة الحرب.

فماذا عن السر وراء تسميته، وما الأوضاع العسكرية التي باتت أوكرانيا تتكبدها بضربات موسكو بصاروخ إسكندر، وما مواصفاته العسكرية الفتاكة، كل هذا وأكثر نتطرّق إليه.

الصاروخ الخفي إسكندر سلاح بوتين الحاسم

فهناك سر وراء تسمية الصاروخ إسكندر بهذا الاسم، والذي أثر بدوره في شكله ؟، فيما أشار الخبراء إلى أن صاروخ إسكندر يرجع في تسميته إلى الإمبراطور الاسكندر الأكبر، والذي يُعزَّى إليه الفضل في تصميم الصاروخ بهيئته، حيث يطُّل بصاروخين على ساحة القِتال، إذ يُعتقد في أنه يشبِّه شكل الخوذة التي كانت يُقاتل بها الإسكندر الأكبر، فيما كانت تتمتع بقرنين وفقًا للأسطورة.

وليس هذا الاسم الذي يُطلَّق عليه وحسب، بلا أطلقت عليه دول الناتو صاروخ ss-26 stone، كما عُرِف في ساحات القِتال بسلاح الحسم في المعركة، فضلاً عن تسميته بالمراوغ الباهر.

مدى صاروخ إسكندر

ولعل من أبرز مقوماته؛ كوّنه من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، إذ يبلٌغ مداها 500 كم، جاء ليحِل محل بعض الأسلحة المحظورة بعد المعاهدات النووية التي وقعت في ثمانينات القرن العشرين.

لاسيما تم إدخال العديد من التعديلات عليه، حتى حلّت عليه أخرها وذلك بحلول عام 2012م، حيث اُعتبَّر بديلاً لبعض الصواريخ التي من بينها؛ صاروخ سكود.

إلا أن بدايتها سبقت هذه المرحلة، فقد شوهِدت لأول مرة في عام 1996م، فيما اعتمده الاتحاد السوفيتي، تحت وقتها باسم ” ssf26″ن ومن بعدها ادرجته القوات الروسية في الخدمة، حيث استعانت بعشرين فقط من صواريخ إسكندر، وذلك في عام 2006 م.

رسميًا بات الصاروخ الروسي السيف الذي يشهِره، بوتين في وجه كل من يكشر عن أنيابه ويقف أمامه لمواجهته.

فما الذي جعل القوات البرية الروسية تستخدمه، وتلوّح به في حربها على أوكرانيا كإحدى الأسلحة الفتاكة؟

سرعة صاروخ إسكندر

لـتأتي مقوماته الفريدة من حيث قدرته على تحقيق التفوّق بسرعته التي تفوّق سرعة الصوت من أولى الخصائص الفريدة فيه، حيث تصل سرعته ما يتراوح بين 2100 مترًا إلى 2600 مترًا في الثانية.

وثائقي | صاروخ اسكندر المراوغ سلاح بوتين الحاسم
وثائقي | صاروخ اسكندر المراوغ سلاح بوتين الحاسم

لينضم صاروخ إسكندر ذات الطلاء الخفي إلى ثاني أكبر جيش في العالم، حيث الجيش الروسي الذي بات يتنافس مع الجيش الأمريكي على المرتبة الأولى فيما بين الجيوش الأكثر فتكًا.

خصائص ومقومات صاروخ إسكندر

لاسيما يصل إلى ارتفاع صاروخ اسكندر إلى 50 كيلومترًا، إذ تمكَّن بمقوماته المثالية أن يحِّل محل الصاروخ الباليستكي السوفيتي OTR-21 Tochka، العنكبوت، في محاولةٍ من القوات الروسية للتخلٌص من هذا السلاح، لكوّنه قديمًا، ولا يُمكِنه مواصله القِتال في معاركها.

لتُصبِح صواريخ إسكندر واحدة من صواريخ المناورات الأولى التي تعتمد عليها روسيا، في تحقيق أهدافها العسكرية.

لاسيما تتراوح دقته ما بين 4- 5 مترًا، فينال من الهدف دون كللٍ أو ملل، كما يزوّد صاروخ اسكندر بشاشة تلفزيونية لتوجيهه، تُمكِنه من التقاط الصور الرقمية؛ إذ يلتقط إشاراته بالاعتماد على الأقمار الصناعية، أو التوجيه المباشر من الجنود.

الذخائر الحربية ومتفجرات صاروخ اسكندر

وكذا فبإمكانه حمّل رأس حربي متفجِر يتراوح وزنه ما بين 480 كيلوجرامًا وذلك بحدٍ أدنى، إلى 700 كيلوجرامًا بحدٍ أقصى.

فيما يأتي صاروخ إسكندر مدعومًا بقوة الذخائر والمتفجرات، فضلاً عن قدرته في اختراق الأراضي، إلى جانب قدرته على حمِّل الرؤوس النووية الحربية.

فيعتمد الصاروخ المراوغ على أنواعٍ من الصواريخ التي يعتمد عليها في توّجيه ضرباته حيث اسكندر ام، بالإضافة إلى إسكندر اي.

مميزات صاروخ إسكندر الروسي

إلا أنه من أكثر مميزاته الحربية التي اكتشفها الخبراء؛ قدرته على خِداع الأهداف، والمراوغة في ساحة القِتال، فلا يُمكِن للرادارات كشفه.

ووفقًا للتقارير العسكرية، فإنه مُغطى بطبقة تُخفيه عن الأعيُن، بحيث لا يتم الكشف عنه من قِبل ردارات الأعداء.

كما دخلت التكنولوجيا في تصميم رأسه الحربية، فباتت من أكثر الصواريخ فتكًا في ساحات الحرب.

ولعل من أبرز مزايا صاروخ إسكندر؛ هو تزويده بصواريخ تعمل بأنظمة الوقود الصلبة، كما يُميز صاروخ إسكندر بمقوماته الفريدة؛ حيث يمتلك رأس حربي مُثبت به.

فيما يُصبِح بإمكانه التصويب نحو الهدف وتسديد ضربة لا رجعة فيها في ثوانٍ معدودة، وذلك بالاعتماد على عمل جهاز الاستخبارات، بالإضافة إلى المسوحات الضوئية.

وكذا فيُمكِن إعادة  توجيه صاورخ اسكندر وذلك أثناء الاشتباك، بالإضافة إلى الاعتماد على الشبكات اللاسلكية المشفرة في تحديد المسار وتسديد ضربته القوية.

وتأتي الزعانف الصغيرة من بين خصائصه الفريدة، حيث تعمل على ضبط الرادار.

كل هذه المميزات جعلت العديد من الخبراء يُعلقون على هذا الصاروخ النووي، الذي يضرب بلا رجعة؛ في إشارة منهم إلى قدراته المذهلة.

تاريخ الحروب التي خاضها إسكندر

وبعد انضمامه لأسلحة الجيش الروسي، توالى استعماله في الساحات القتالية، ليدخل المعركة في عام 2008 م، فقد كان لصاروخ إسكندر تأثيرًا في الحرب، وتحديدًا في الحرب الروسية الجورجية

ليُسدِّد اسكندر ضرباته العنيفة في عمق الخطوط الدفاعية للعدو، والتي لاقى على إثرها صحفي هولندي بطلقة واحدة من صاروخ اسكندر، جاءت حجم الذخيرة بـ5 ملم.

ومن بعدها استعانت روسيا في كافة حروبها بصواريخ إسكندر، لتندلع فتيل الأزمة مُنذ عام 2009 م، وفيما بعد شوهِدت صواريخ إسكندر في عددٍ من المواقع العسكرية، لتواصل القوات الروسية اعتمادها على صاروخها؛ حيث استعانت به في الحرب بأنظمة الصواريخ الباليستية في أرمينيا في يونيو 2012 .

ولم تكتفي روسيا بقوة صاروخها، الذي أصبحت دول حِلف شمال الأطلسي تهابه، وبالفِعل كانت المخاوف الأوربية في محلها، فيما لوحت روسيا في عام 2014 وأثناء حربها على أوكرانيا، باستخدام النووي؛ وجاء هذا بعدما ضمت شبة جزيرة القرم الأوكرانية إلى حيازتها.

لتُسقِط روسيا بوابل من صواريخ إسكندر تباعًا على مُدن مُختلفة في أوكرانيا، خلال الحرب التي تخوّضها.

وفي المقابل توجهت صواريخ إسكندر لتدخُل ساحات النِزال في سوريا، بعدما رصدتها الأنظمة قديمًا.

وفي المقابل تواصل القوات الروسية عددًا من المهام بإطلاقها لتحقيق المكاسب الروسية على الاراضي الأوكرانية وذلك بحلول عام 2022 م.

سر الخدعة الروسية في صواريخ إسكندر

لتُصبِح طلقات صواريخ إسكندر مصدرًا  للقلق والريبة في ساحة القتال الروسية وعلى الأراضي الأوكرانية، ليدخُل الصاروخ الروسي مرحلة الخِدع العسكرية، مما حقق له سُمعةً يهابها الدفاع الجوي في العالم.

فيما بات هذا السر مخفيًا حتى الآن في صواريخ اسكندر، حتى اكتسب سمعته بالمراوغ الباهر؛ لذا منعت القوات الروسية وضع هذا السر في الصواريخ التي تُصدِرها للخارج، من أجل المحافظة على سر النظام العسكري الصاروخي.

سعر صاروخ إسكندر

فقد بلغت تكلفة الصاروخ الواحد لإسكندر؛ بما يتراوح ما بين مليون إلى مليوني دولارًا، وذلك وفقًا لتقارير إعلامية، بينما أشارت مجلة فوربس إلى تكلفته التي بلغت ثلاثة ملايين دولارًا أمريكيًا.

كم تملك روسيا من صواريخ اسكندر

فيما لفتت الخبراء حجم الإنفاق الكبير على صاروخ إسكندر، حيث قُدِرت تكلفة إجمالي الضربات التي وجهتها روسيا إلى أوكرانيا؛ ليصِل حجم الإنفاق على هذه العمليات العسكرية بما يُقدَّر بـ17 مليون دولارًا، في هجوم شنته خلال يومٍ واحد وهذا ما تسبب في حيرة الخبراء واسترعى انتباههم.

وهذا بدوره يدفعنا إلى طرح تساؤلاً أخر، حول ما تملكه روسيا من صواريخ اسكندر، لاسيما أشارت بعض المصادر إلى امتلاك روسيا 160 صاروخًا من أسلحة الحسم التي هدد بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

فباتت صواريخ إسكندر الروسية تحرق كل مكان في كييف، إذ أصبحت القوة العسكرية التي لا تُقهر على أرض المعركة، بما تمتلكه من تقنيات تدفعها للقيام بالمناورات، وذلك بالاعتماد على نوع اسكندر-ام.

لاسيما يمتلك صاروخ إسكندر ام إمكانيات تجعله يقترب من الهدف ويُسدد ضربته بلا رحمه، فيُحلِق بارتفاعٍ منخفض للغاية.

حيث ضربت صواريخ اسكندر مستودعات للعتاد الأوكراني، وأحبطت مساعي كييف في تزويدها بالأسلحة.

فيما باتت هذه الأفعال تشوش وجهة أوكرانيا وتُشتتها، فتقضي على خططها وتضرب عتادها؛ فهل تُسدد روسيا في أوكرانيا ضرباتها الأخيرة، بصاروخ إسكندر الفتاك.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button