- روان مرسي
- الحرب الروسية الاوكرانية, الحرب في اوكرانيا, القوات الروسية, الولايات المتحدة, اوكرانيا, روسيا
- 0 Comments
- 173 Views
سماع دوي انفجارات بساحة النزال في كل شِبر تخطوّ عليه القوات الروسية، لتخرٌج من بعدها أنباء تُشير إلى سبب النيران المُشتعلة في كل حدبٍ وصوب.
لنسمع عن أحد الأسلحة التي باتت واحدة من أحزِامة الأمان القوية التي تُحافظ به روسيا على أمنها العسكري وتزود به جيشها؛ حيث مدفع هاون 2 إس – 4 تولبان، الذي يُعرَّف عنه بأنه أضخم الأسلحة الدفاعية، التي أندرجت في قائمة أسلحة الدب الروسي.
فيما تعرّضت للتطوير أكثر من مرة، ليجعل هذا منها سلاحًا فتاكًا بمرور الوقت، فبإمكان مدفع هاون حمّل القذائف النووية والكيميائية، فماذا عن مواصفاته العسكرية، وأبرز المراحل التي مرّ بها في تطويره، و كم يبلغ مدى مدفع الهاون؟ الأضخم والأقوى في الحرب الروسية الأوكرانية.
كم يبلغ مدى مدفع الهاون؟
يبلُغ مدى مدفع الهاون الروسي للتصويب نحوّ هدفه 9000 مترًا،
أما عن اعدد طلقات النار، فتُقدِّر ب325 مترًا في الثانية الواحدة، وهي أبرز المقومات الحربية الفريدة.
ما هو مدفع هاون
يُعتبَّر من الأسلحة شديدة التفرٌد في المجال العسكري وكذا على صعيد الأسلحة التي تمتلكها القوات الروسية، فيندرج في إطار المدافع ذاتية الدفع.
إذ يرجع تاريخ إنتاجه إلى قيام الحرب العالمية الثانية، حين أصبح الاتحاد السوفيتي في حاجه إلى امتلاك مدافع ذاتية، إلى جانب إمكاناتها العسكرية آن ذاك، فبحلول عام 1945م كانت تعتمد على الدبابات، التي تصوّب باتجاه الهدف، فتُصيبه على الفور.
لتدخُل فيما بعد هذه المدافع في النزاعات المحلية، ومن بعدها حاول الاتحاد السوفيتي إيجاد سُبُل أخرى لتأمين جبهته العسكرية، وذلك باتخاذ خطوات جادة لصناعة أسلحة نووية.
فقد تمكّنت من صناعة مدفع هاوتزر ذاتي الدفع، وتوالت خطوات روسيا لتطوير أسلحتها المدفعية، ليدخُل صاروخ هاون محلّ التصنيع فعلاً في الفترة ما بين شهري مايو ويونيو لعام 1969م.
إذ خضع الصاروخ لاختبارات أولية، ومن بعدها دخل في إطار العمل الجاد، ولكن بحذرٍ من القوات السوفيتية، حيث تعرَّض أولاً لاختبارات ميدانية.
لماذا سمي مدفع الهاون بهذا الاسم ؟
إلا أن بعض الخبراء استوقفهم السبب وراء تسمية مدفع هاون 2 إس– 4 تولبان بهذا الاسم؟؛ فقد كشفوا عن السبب في هذا إلى فتحته الموجهة من جانب بعينه، بينما يبدو مغلقًا من جانب أخر.
صانع مدفع هاون الروسي
ليُصبِح الحلم الروسي واقعًا يتصدى لها في كافة الحروب ويقصف كل أعداءها، وذلك بحلول عام 1972م.
لاسيما يُشار إلى دخول المدفع في فترة سابقة، عُرِفت باسم “فترة التطوير”والتي وقعت في الفترة بدايةً من عام 1966 وحتى عام 1971م.
لينتج مصنع Uraltransmash المُختَّص في صناعة المعدات العسكرية، مدفع هاون ذاتية الدفع، وخلال عامين فقط من العمل الجاد على صناعته؛ تمكّن المصنع من إنتاج 2588 مدفعًا.
حيث تمكّن من الدخول إلى الخدمة لبدأ القيام بمهامه القتالية في صفوف القوات الروسية؛ وذلك بحلول عام 1972م، ليستمر في القيام بمهامه حتى وقتنا هذا.
مدفع هاون 2 إس– 4 تولبان الروسي
حينها عُرِّف بمقوماته وأبعاده الفريدة؛ حيث ينقسم إلى ثلاث أقسام؛ فيأتي منها الجزء الأيمن الواقع على يمينه المُحرك، فيما يأتي في مُقدمته الهيكل، أما من جهة اليسار فيوجد مقعد قائد المدفع، والذي يوجد تحديدًا في برج دوار.
لاسيما تتوسط مدفع هاون حجرة تُعرَّف باسم حجرة القِتال، كما توجد حجرة أخرى في الخلف.
كما يوجد مخزن آلي يُضَّع به الذخائر المنقولة، حيث يتوسطه، فيما دخلت مدافع هاون حيز التعديل والتطوير، وذلك بتطويره ليُصبِح بأعيرة 82 مليمتر، ومن بعدها أًدِخل عليه بعض التعديلات الأخرى.
إلا أنه بعد الفحص والتدقيق تبيّن وجود بعض العيوب فيه، ليتم العمل على التصميم لإضافة بعض التحسينات عليه.
وبدوره يتسلَّم مصنع كراسني أوكتيابر مهامه في تطوير مدفع هاون 82 ملم، وفيما بعد تم الموافقة عليها بعد اختباراتٍ عديدة، ومن ثم دخلت نِطاق العمل.
التسلح العسكري لمدفع هاون عيار 240 ملم
فهناك مخازن خلفية لتزويدها بمزيدٍ من الوقود في حالة الحرب، فيكفٌل لهذا المدفع إمكانية التسلٌح بمرونة وآمان؛ فهي مزودة بالصفائح القاعدية.
فضلاً عن الأنظمة الهيدروليكية لمدافع هاون؛ وكذا فهي مدعومة بأنظمة تجعلّها أقدر على المواجهة بزاوية أفقية.
بحيث تصوّب نحو الهدف لتُحقِق المرجوّ منها، وذلك بأبعادٍ قياسية، فبإمكان مدفع هاون التركيز على الهدف من كافة الزوايا والأبعاد.
ولعل أبرز ما جذب أنظار العالم إلي مقومات مدافع هاون عيار 240 ملم، هو تزويده بالإطار الصفيحي القاعدي.
مدفع هاون الروسي يزرع الألغام
وليس هذا وحسب فهناك العديد من المزايا الإضافية لمدفع هاون؛ حيث يتوافر فيه رفوف خاصة بالذخائر، ولعل هذا ما جعله في مُقدمة الأسلحة التي تستخدمها روسية في حربها بالألغام؛ حيث بإمكان سلاح هاون الروسي حمَّل لغم مدفعي خطير، وقابِل للانفجار، بالإضافة إلى القذائف، وكذا الألغام الحارقة.
لاسيما ربطت روسيا بين وجود الألغام وانفجارات القذائف بصورة مُباشرة، إلى جانب كوّنه مزّودًا بأسلحة قادرة على إطلاق النيران بزوايا مُتعددة، فيأتي من بينها؛ زاوية بارتفاع 60 درجة.
فيما يمتلك مدفع هاون الروسي رشاشًا، وقابلية أعلى لإطلاق النيران، وذلك في الاتجاهين الرأسي والأفُقي، كما يوجد على جانبي المدفع مقاعد خاصة لراكبي مدفعية هاون.
الخصائص التكتيكية والأبعاد العسكرية لمدفع هاون
فيما بات مدفع هاون يتمتع بخصائص تكتيكية وفنية فريدة، حيث يتمتع بأعيرة ذاتيه متباينة، كما يمتلك العديد من المقومات القتالية العالية؛ حيث يزِّن 27.5 طنًا.
وبالنسبة إلى قوة القوات التي بإمكان مدفع هاون الروسي حمل 5 أفراد القوات الروسية.
سرعة مدفع هاون
وعن سرعته؛ فقد تصل إلى 62.8 كم في الساعة، وعلى صعيد سرعة المدفع في اختراق الهدف، فتصل إلى ما يتراوح بين 25كم إلى 30 كم.
أما عن قوة المحرك فتصل إلى 520 حصانًا، فيأتي من نوع V-59U، لاسيما فتُقدَّر سعة الوقود بـ830 لترًا.
هاون 120 ملم 2 المقومات والخصائص
ليتعرّض مدفع هاون 2 إس– 4 تولبان إلى العديد من مراحل التطوير وإعادة التهيئة، فيما دخل مرحلة جديدة بتحويله في صورته الجديدة هاون 120 ملم 2.
فبحلول عام 1979 م دخل هاون محّل التطوير من قِبل مُجمع الأبحاث العسكريBurevestnik، ليُصنع من هذا النوع من المدافع، ما يزيد عن 1400 مدفعًا صاروخيًا.
فيما يتمتع مدفع هاون في إصداره الأخيرة بأبعاد مميزة، إذ يُقدر وزنه بـ210 كيلوجرامًا، كما يُمكِّنه حمَّل قذائف لغم مدفعية بعيار 120 ملم.
وكذا فقد اختلف في كل من زاوية الارتفاع، ومتوسط الدوران، كما أنه مزود بإمكانات عالية لإطلاق النيران، فقد تصل قدرته إلى 15 طلقة.
كما يتمتع مدفع هاون الروسي بهيكل، وقبة كبيرة يعلوّها رشاشات خارجية من النوع المُضاد للطائرات، التي قد تصل إلى 12.7 ملم، لاسيما تُحفظ الذخيرة داخل الدبابة ومن بعدها تُحمَّل عاليًا إلى السيارة، لتُرفّع بواسطة رافعة يدوية موجودة في الخلف.
كم سعر مدفع الهاون؟
فيما كشفت التقارير الأوربية عن ثمن الذخائر المُخصصة لمدفع هاون، والتي يُقدَّر قيمتها بـ74.25 مليون دولارًا.
حروب روسيا بمدافع هون
فقد خاض هذا السلاح العديد من الحروب، بدايةً من الحرب الشيشانية الثانية، وصولاً إلى حرب روسيا في دونباس الأوكرانية.
وبهذه السمات المميزة والخصائص فريدة الصُنع لمدفع هون الروسي، تسدّد موسكو ضرباتها واحدة تلوّ الأخرى.
بقوة مدفع هاون 2 إس– 4 تولبان الأضخم، بل وأقوى مدافع العالم؛ القادر على تدمير التحصينات، وضرب المعدات، فيُصوب نحو القذائف حتى يُدمِر الأهداف فورًا.
كما يُمكِنكم مُتابعة أيضًا:
1-أوكرانيا بين براثن الدب الروسي
