فضيحة ميشيل أوباما
اسم لامع في تاريخ السياسة الأمريكية ، ولكن تحاوطه كثير من علامات الاستفهام ، عملت على ازالتها ميشيل اوباما بنفسها في تقديمها لسيرتها الذاتية ، والتى أوجدت إجابات كثيرا لتلك التساؤلات ، التى لطالما كللت تواجد ميشيل اوباما على الساحة الاجتماعية.
وتواجد ميشيل اوباما وزوجها الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما في حيز الاشاعات والادعاءات التى نالوا منها قسط خلال سنوات الحكم ، تعكس طبيعة الحياة السياسية ، وفضائح السيياسيين ، حتى وان لم يكن ليدهما ما يعيب ، يخلق المنافسون السياسيون ما يدينه ، ويشين سلوكه.
ميشيل اوباما زوجة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما ، والتى أصبحت حديث متداولا على منبر الساحات الاجتماعية منذ وصول زوجها الى كرسي رئاسة الولايات الأمريكية المتحدة ، وخلال تلك السنوات التى قضتها ميشيل اوباما حاملة للقب السيدة الاولى طاردتها الشائعات والادعاءات المتعددة ، والتى من بينها ادعاءا يشير الى ان ميشيل اوباما متحولة جنسيا.
وتلك الادعاءات تلاحق ميشيل اوباما منذ سنوات ، كما انها تزداد انتشارا مع مرور الوقت ، حتى أن العديد من الصحف الامريكية تحدثت عن الأمر ، ولقد أشعل تلك الادعاءات خروج حاكم كارولينا الشمالية مارك روبنسون وكان ذلك قبل انتخابه ، بمنشور عبر الفيسبوك أشار فيه الى ميشيل أوباما مخاطبا بصيغة المذكر ، وأشار في خطابه الى المثلية الجنسية ، وغير ذلك من القضايا الشائكة .
وتلقى روبنسون الكثير من الانتقادات ، ولهجوم بسبب ذلك المنشور ، وقرر روبنسون ان يرد قائلا أنه لا يخجل مما نشره ، فأشعل ذلك الادعاءات وزادها تأججا.
ولكن هل كان مثل هذا المنشور هو السبب في هذه الادعاءات وحسب ؟
في الواقع لم يقف الامر عند هذا الحد ، بل ان الامور ازدات سوءا ، بعدما ظهرت حُجج أقوى تبرهن على صحة مثل تلك الادعاءات ، حيث أن والدة ميشيل اوباما كتبت في وصيتها أن ممتلكاتها يجب ان تذهب الى ابنها مايكل روبنسون اوباما ، وهو ما يدل على ان السيدة ميشيل سيدة الولايات الامريكية الاولى هى ذكرا بيولوجيا في الاصل.
هل ميشيل اوباما متحولة جنسيا :-
اذا السؤال هنا هل ميشيل اوباما متحولة جنسيا ؟ أم ان كل تلك التكهنات من محض الخيال ؟
وهنا سنجيب بسؤالا ، هل سمعت يوما عن نظرية المؤامرة ؟
وهذا كان هو ما أوضحته وكالة ( أسوشيتد برس ) الامريكية ، عندما نشرت تقريرا تكشف فيها حقيقة تلك الادعاءات التى ظلت تلاحق ميشيل اوباما لفترة طويلة من الوقت.
وقالت ان كل تلك الادعاءات غير حقيقة ، حتى ان تلك الوصية المزعومة مزيفة ، وان كل تلك الاكاذيب جزءا من نظرية مؤامرة ، تستهدف توجيه الاهانة لميشيل وزوجها.
وقالت الوكالة أن القصة المذكورة أخطأت حتى في تعريف اسم والدة ميشيل اوباما ، ماريان شيلدز روبنسون ، وذكرتها باسم ماري ماكجيليكودي روبنسون ، كما انها زعمت كذبا انها توفيت ، كما ان القصة تلك تحتوى على الكثير من الاكاذيب الاخرى ، ومن بين تلك الاكاذيب أيضا إدعاءهم بان سكان ولاية إلينوي لا يمكنهم تغيير جنسهم بشكل قانوني في سجلات الولاية ، لكن إدارة الصحة العامة في إلينوى أوضحت أنه يجوز للمقيمين في إلينوي تقديم استمارات لطلب تغيير الجنس في شهادة ميلادهم.
لكن في الحقيقة لم يمنع عدم وجود أدلة على تلك الإدعاءات ، لم يمنع العديد من الأشخاص والمنصات الكبيرة من القول بان ميشيل أوباما إمراة متحولة جنسيا ، حتى انهم يقومون بنشر فيديوهات توضح من خلال تحليل الصور ان ميشيل اوباما إمراءة متحولة جنسيا.
دوافع تلك الإدعاءات :-
وفى واقع الأمر فإن تلك الإدعاءات لا تتعلق بالعنصرية ، ولكنها تمتد علاقتها أكثر بالمنافسة السياسية ، ومما يوضح ذلك ان مارك روبنسون الذي رمى ميشيل اوباما بضمير المذكر ، هو في الأساس رجلا أسمر البشرة ، ولكنه ينتمى الى الحزب الجمهورى.
كما ان تلك الادعاءات عادت في البروز من جديد ، بسبب دعم ميشيل أوباما لحملة جو بايدن وهاريس ، أمام حملة الرئيس السابق دونالد ترامب.
ميشيل تكشف اسرارا عن نفسها :-
ولقد كشفت ميشيل اوباما عن نفسها في مذكراتها ، انها عاشت في جنوب شيكاغو ، حيث ترتفع معدلات الجريمة ، وموشرات الفقر ، لقد عاشت ميشيل حياة مظلمة من الفقر ، مع والدها المعاق ، كما وضحت ايضا أنه كان احد احلامها أن تصبح طببة أطفال .
وكشفت ايضا عن أنها وزوجها باراك اوباما لا تمر حياتهما هكذا بسلاسة ، بل تشوبها بعض المشكلات ، لكنهما يناضلان من اجل التوصل الى حلولا وسطا ، للتغلب على تلك المشكلات ، والاختلافات .
وقالت ميشيل أنه مر عليها 10 سنوات لا تتحمل فيها زوجها باراك اوباما وذلك عندما كانتا ابنتيها صغارا ، وان زواجهما في تلك الفترة كان عصيبا ، ولم يكن مثاليا أبدا.
وأوضحت أنه من بين تلك المشكلات التى واجهتها ميشيل مع زوجها أنها تعرضت للاجهاض منذ عشرون عاما ، حتى لجأت ميشيل الى الحقن المجهرى حتى تتغلب على تلك المشكلة ، وحصلا على ابنتيهما ماليا وساشا.
كما ذكرت ميشيل معاناتها بسبب لون بشرتها ، ووتطرقت الى الاشارة اليها بوصفها المرأة السوداء الغاضبة ، وقالت وإن كان ذلك بمثابة الاشادة بها كأقوى إمراءة في العالم ، فإن ذلك أصابها بالالم وأشعرها بالاهانة.
وعانت ميشيل كثير من العنصرية بسبب لون بشرتها ، خاصة عندما ترشح زوجه لرئاسة البيت الأبيض ، كما انها تعرضت لانتقادات حادة بسبب رأيها حول علاقة السود بالبيض ، والذي كانت تعكسه ميشيل اوباما في رسالة الماجستير الخاصة بها.
ولكن الامر الذي مازال مُسدلا عليه ستار الغموض ، هو الفضائح والفساد في البيت الأبيض ، وهو ما لم تتطرق اليه ميشيل أوباما في مذكراتها أبدا.
ولكن ما ذكرته عن تلك الفترة على وجه التحديد ، التي قضتها ميشيل في البيت الأبيض منذ عام 2009 وحتى عام 2017 ، بصفتها زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما ، أن تلك الاماكن أيضا تحتوى على الشك ، وعدم اليقين ، والظلم ، بل حتى انها تزدهر هناك ، بحسب ما وصفته ميشيل اوباما.
وافصحت ميشيل أوباما أنها تشعر طوال الوقت بانها غير راضية عن مظهرها ، كما صرحت أيضا أنها تملك كثيرا من هواجس ومشاعر الخوف المستمرة ، كما كشفت السيدة الاولى السابقة للولايات المتحدة أن القلق الأكبر الذي واجهته في حياتها ، كان عندما اخبره زوجها انه يريد الترشح الى الرئاسة ، وقالت ميشيل في كتابها ( من الغريب حقا أن أفكر أنه كان بإمكاني تغيير مجرى التاريخ رغم المخاوف التي تعتريني ).
كما صرحت ميشيل أيضا انه كثيرا ما يراودها الشك في اذا كانت هى وزوجها قد نمكنا من إحداث تغيير في البيت الأبيض ، وقالت انها كانت تحمل على عاتقها مراثا من الأشخاص وهم الامريكيون من أصل أفريقي ، والذين من بينهم بالطبع أجدادها وأهلها ، وكانت مخاوفها تنصب حول القيام بأمر مختلف قد يقيد حياتهم.
وأشارت الى الوقت الذي نشأ فيه اجدادها ، حيث أنه كان خوفا حقيقيا بالنسبة لرجل اسود ان يتواجد في المكان الخطا ، والوقت الخطأ ، وأن ينظر حتى بطريقه خاطئة ، فإن ذلك كان يعنى موته ، حتى انه نتيجة ذلك الخوف اللذي كان يعترى أصحاب البشرة السمراء ن قد فوت جد ميشيل اوباما تشخيص إصابته بسرطان الرئة .
ونتيجة تلك المخاوف التى واجهتها ميشيل اوباما كثيرا ، تعمل على تقديم النصائح في كتابها الى الاجيال الشابة على وجه الخصوص ، انه عندما تصيبهم مشاعر الخوف ، عليهم ان يفكروا ، حتى يتمكنوا من التمييز بين الخوف الكفيل بحمايتهم ، والذي سيحفظ سلامتهم ، وهو ضرورى ، وبين الخوف الذي سيبقيهم عالقين في عالم صغير ضيق أضيق حتى من حذائهم.
وقالت ميشيل أنه لم يتم إصلاح كل شيء في البيت الأبيض خلال السنوات التى قضتها ميشيل وزوجها الرئيس الامريكي ، بل على الاقل هم وضعوا علامة في الرمال ، وقاموا بدغع العجلة قليلا الى الامام ، وان التقدم لا يعنى الصعود المستمر الى أعلى ، ولكنه يسير سجالا هبوطا وصعودا ، وتلك هى طبيعة التغيير.
حتى أن تلك الإدعاءات التى رافقتها لسنوات ، والتى تتضمن تشكيكا فى هويتها الجنسية ، تمثل مثالا طفيفا لتلك الألاعيب والمؤمرات التي تحاك كثيرا في ركب الحياة السياسية.
وهكذا كانت في مذكراتها توضح أسرارا خاصة بعائلتها ، وأسرارا خاصة بطفولتها المأساوية ، كما اوضحت ميشيل ان حلم جميع النساء بلقب السيدة الاولى الذي تحظى به ميشيل ، لم يكن ابدا لقبا سهلا ، بل يحمل بين طياته العديد من الجوانب المستترة ، والتى حاولت ميشيل في كتابها توضيح تلك الخفايا.