أُطلِّق عليه اسم ” كلوب”، ولديه خصائص فريدة، فهو صاروخٌ مُزود بالملاحة الفضائية، وقادر على حمَّل رؤوس نووية مُتفجرة، تُبحِر به السُفن في عرض البِحار، راغبةً في تحقيق الإنجازات العسكرية.
لاسيما فهو سلاح يتمتع بقدرات عسكرية مهولة، برًا وبحرًا، فتتجه به السفن صوّب الهدف، ويُمكِنها العمل بتلك المواصفات الاستثنائية التي جعلته واحدًا من أخطر الأسلحة في العالم، فيما يتمتع بخلفية نووية، ويرتكز في تصميمه على مقومات صاروخ كروز.
إنه صاروخ كاليبر الروسي المجنح الذي تعتمد عليه موسكو في القيام بعملياتها الخاصة، فماذا عن تكلفة صاروخ كاليبر المجنح وسرعته وأبعاده، وما تأثيره في الحروب الروسية؟.
تكلفة صاروخ كاليبر المجنح
هذا بدوره يستدعي منا وقفه للبحث في سعر صاروخ كاليبر هذا ما يُثير التساؤلات؟، فقد أشارت قناة روسيا اليوم، إلى تكلفته التي تتراوح ما بين 300 إلى 350 ألف دولارًا.
بينما تتباين تكلفته إذا ما تم تصديره إلى الخارج، فقد يصل سعره إلى 500 ألف دولارًا، وهو ما يُضيف إليه قيمة حربية كبيرة، حيث يتمتع بتكلفته المنخفضة، نسبيًا بالنسبة لنظيرتها من الصواريخ الأمريكية.
مناروات وسرعات صواريخ كاليبر البحرية
كوّنه من أقوى الأسلحة البرية والبحرية، بل وأكثرهم فتكًا على حد وصف الخبراء العسكريون يُستخدَّم طريق الملاحة الفضائية “غلوناس” في توّجيه الصاروخ الروسي.
ليتمكّن بهذا من استهداف السفن الصغيرة والكبيرة، وذلك لمقوماته الممتدة عن صاروخ كروز، وكذا المُتشابهة مع صاروخ كروز توماهوك الأمريكي، فيما تم إصدار هذا الصاروخ الروسي القادرة على حّمل النووي، إلى جانب عملها المُضاد للغواصات.
لاسيما فإن من المميزات العسكرية التي تتمتع بها صواريخ كاليبر، ما لديها من أنابيب عمودية مُدمجة، التي تسمح لها بالتواجد بأمان على السفُن.
مما يُتيح لها مزايا أكبر في التواجد بالساحات البحرية، فضلاً عن القيام بمناوراتٍ عسكرية، باعتمادها على أنظمة المِلاحة النشطة؛ بحيث تكفٌل لها القيام بمناوراتٍ عسكرية، في حركة ملتوية وبعيدًا عن الاستقامة أوالتعرٌجات.
وعلى صعيد سرعة صاروخ كاليبر لتحقيق الأهداف المُتجهه إليها؛ يُمكِنها الوصول إلى سرعات تتراوح فيما بين 0.8 مترًا إلى 3 أمتارًا.
ولكن ماذا عن أنواع أنظمة صاروخ كاليبر في نُسخِتها المُعدلة؟! فهناك نوعين من سفينة الغواصة كاليبر وهما؛ 3M-14T، فضلاً عن M-14k.
فيما تُعتبر نسخة صواريخ كاليبر المجنحة الخاصة بصدّ هجمات الغواصات، فبإمكانها إصابة الأهداف على مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا.
والتي وصفها البعض بأنها مُثيرة للاهتمام، حيث عقد البعض مقارناتٍ بينها وبين صاروخ “توماهوك”، الذي يعمل بأنظمة الأقمار الاصطناعية.
من صنع صاروخ كاليبر
ينتمي سلاح كاليبر إلى عائلة أسلحة صواريخ كروز، لاسيما يُعزى تصميم صاروخ كاليبر إلى مُصممه بافل إيفانوفيتش كامنيف، المدير العلمي لشركة “آلماز- آنتي” المُختصة في الدفاع الجوي الفضائي.
فهو صاروخ يُصنف ضمن أنواع الصواريخ مُتعددة المهام، التي أنتجتها أسلحة بحرية سوفيتية، إذ يتمتع بالعديد من الخصائص الفريدة، فإن من أولها وأبرزها؛ كوّنه مُضادًا للسفن والغواصات، التي تستهدف التصوّيب نحو الأهداف الأرضية.
إذ دخَّل لأول مرة فترة الاستخدام ليندرج في قائمة الأسلحة الروسية بحلول عام 2012، ومازال في طوّر الاستعداد للقيام بالمهام المنوّط بها حتى الآن.
صاروخ كاليبر الخصائص والأبعاد
وكذا فيتمتع صاروخ كاليبر الروسي بالعديد من المواصفات الاستثنائية، من حيث الأبعاد ووزنه؛ إذ يتراوح وزنه ما بين 1300 كيلوجرامًا إلى 2300 كيلوجرامًا، وكذا فيبلٌغ طوله ما بين 6.2 مترًا إلى 8.2 مترًا، أما عن قُطره فيصل إلى 533 مم.
ولعل ما يتمتع به من مقوماتٍ فريدة تجعله واحدًا من أخطر الصواريخ الروسية، التي شوهِدت على أرض المعركة.
فلديه رأس حربية؛ يُمكِنها استيعاب الرؤوس النووية، فضلاً عن قُدرتها التفجيرية العالية، فيما يبلٌغ وزنها 450 كيلوجرامًا، كما تتمتع صواريخ كاليبر بمروحية توربينية من الوقود الصلب.
مدى صاروخ كاليبر
وعن المدى البعيد الذي قد تُحققه منظومة كاليبر الصاروخية، فإنها تتراوح ما بين 300 كيلومترًا، إلى 2600 كيلومترًا، لتصل سرعة الصاروخ ما بين 8.0 ماخ، إلى 2.9 ماخ، وكذا فإن سرعته لا تتجاوز سرعة الصوت.
تحديثات صاروخ كاليبر في 2018
فيما دخَّل كاليبر في طوّر التجديد بحلول عام 2018 م، وذلك سعيًا من قوات الجيش الروسي في تحسين وتطوّير قدراتها القتالية، حيث طوّرت حتى بلغ مداها 4500 كيلومترًا، بالنسبة لإطلاقها صوب الهدف.
كما علّقت القوات الروسية على قدراته العالية التي أدخلته عليها؛ وذلك بتحديث الوزن لرأسه الحربية الحاملة للطلقات النارية، والنووي.
جعلت هذه التحديثات صواريخ كاليبر تتمتع ببعض الخصائص التكتيكية العسكرية المميزة؛ التي من بينها؛ مدى إطلاق الصاروخ، والتي تصل إلى 375 كم بالنسبة للتصويب على الأهداف البحرية.
أما بالنسبة لقدرة كاليبر للتصويب باتجاه؛ الأهداف البرية فإن قُدراته تصل إلى 2600 كيلومترًا، كما طُور صاروخ كاليبر كروز حتى يُتمكَّن من استعماله على هيئة قاذفات تُطلَّق فوق الأرض.
يُعزِز هذا بدوره الأهداف الجوية الأرضية، لما فيها من آلات تُدعِم عملها في التصويب على هذه الأهداف، فيما تمتلك آلات للدعم الفني، إلى جانب آلات النقل والشحن، فضلاً عن آلات الاتصال والتحكٌم.
لاسيما يتمتع بالأنظمة عالية الدقة، والتي تبدو وكأنها تتحكم في كل أجزاءها بشكلٍ دقيق، وكذا فلدي صاروخ كاليبر أسلحة نارية، كما يُمكِّنه تغيير الذخيرة، المحمولة على الناقلات، كما تتمتع بالكثير من الإمكانات التي تجعلها أحد أبرز الصواريخ التي توفر الحماية لها.
فيما تزوّد وحدات إطلاق النيران لصواريخ كاليبر الروسية، بقدرة الذخائر على إطلاق 4 وحدات صاروخية في توجيه الضربة الواحدة، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية عما يتمتع به صاروخها من طراز كاليبر، في إشارة منها إلى نجاحه في استهداف البنية التحتية الأوكرانية، فضلاً عن قدرته على تدمير الأهداف.
صواريخ كاليبر في سوريا وأوكرانيا
فيما توالت الضربات الروسية بصواريخها من نوع كاليبر، لتستخدمها أنظمة الدفاع الجوي، في تدمير القواعد البحرية.
فقد أطلٌّق هذا الصاروخ على البنية التحتية لكييف وعدد من المدن، ولم يكٌن كاليبر يوجه مره واحدة بل كانت تستعين كاليبر في إطلاقه لأكثر من مره رغبةً منها في تحقيق أقصى استفادة منه بالقصف على الأهداف المُحددة.
ولم تقتصر استخدامات القوات الروسية لصاروخ كاليبر على ضرب أوكرانيا، بل استعملتها من قبل على الأراضي السورية وذلك بحلول عام 2015، فيما توالت ضربات روسيا بهذه الصواريخ على مُختلَّف المناطق السورية، حتى عام 2018.
ومن بعدها وجهت موسكو صواريخها من نوع كاليبر باتجاه كييف، وذلك بحلول عام 2022م.
ليصير كاليبر بقدراتٍ عالية يفتح آفاقًا واسعة أمام روسيا للانطلاق في الساحات القتالية، في سباق التسلٌح الذي تتجه إليه موسكو بلا هوادة، فتضرب بصاروخ كاليبر وتُحطِم الأهداف واحدة تلوّ الأخرى.
كما يُمكِنك قراءة المقالات التالية:
1-آخر مستجدات الحرب بوتين يصف الهجمات الأوكرانية بالفاشلة والناتو يرد
2-آخر أخبار الحرب الروسية الأوكرانية اعتقال جاسوسا اوكرانيا..ومصرع طيارين روسيين
