بايدن: السلاح النووي الروسي حقيقي.. هل بوتين يُهدد بالنووي ؟
“حقيقية هي ضربة روسيا للعالم بأسلحتها النووية التكتيكية التي تنشُرها في بيلاروسيا وربما تُنفِذ تهديداتها ووعيدها بضرباتٍ جوية وأرضية قاتلة بما لديها من أسلحةٍ نووية؛ هكذا يتوقع الرئيس الأمريكي؛ جو بايدن.
هل بوتين يُهدد بالنووي
إذ حذَّر من أن استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأسلحة نووية تكتيكية يعد تهديدًا “حقيقيًا”، والآن بات التساؤل حول هل بوتين يُهدد بالنووي حقيقي .
وذلك عقب تطور الأوضاع بنشر النووي في روسيا، فيما وصف بايدن إعلان بوتين بأنه “غير مسؤول على الإطلاق”.
وأشار إلى أنه سبق وأبدى قلقه بشأن هذا الأمر، لافتًا إلى أن نشر هذه الأسلحة يُعَّد أول تحرك روسي لمِّثل هذه الرؤوس الحربية خارج روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
ويأتي هذا التحذير بعد تصريح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بأن بلاده بدأت في تسليم الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، والتي يقول إن بعضها أقوى بثلاث مرات من القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في عام 1945.
وهجمات روسية على كييف وزوبورجية
فيما يأتي هذا بالتزامُن مع الإجراءات الانتقامية والعنيفة التي تُمارسها روسيا على أوكرانيا، بعدما تضاعفت جهودها في شَّنِ غاراتٍ جوية على مُدن أوكرانيا، لتضرِب بقوة هذه المرة، انتقامًا من تزويد الدول الأوربية لكييف بالعتاد، فضلاً عن دعمها بالمُساعدات المالية أيضًا.
إذ أعلن الدفاع الأوكراني عن استهداف القوات الروسية عددًا من المدن بطائراتٍ من دون طيارٍ لتشهِد العاصمة الأوكرانية ومينة زابوروجية الجنوبية، فضلاً عن مدينة لفيف انفجاراتٍ مدوية، كما سقطت الضحايا، بعد إشعال النيران في المباني والمؤسسات، وذلك باستهداف المُسيرات الروسية للبنية التحتية الأوكرانية.
ومن جانبها أشارت تقارير بريطانية صادرة عن المخابرات العسكرية البريطانية بأن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة في الأرواح بعد أسبوعين من الهجوم المضاد الأوكراني.
وأكد مسؤولون بريطانيون ارتفاع مستوى الخسائر في صفوف القوات الروسية ووصوله إلى مستوياتٍ عالية؛ وذلك مُنذ ذروة معركة مارس في منطقة دونيتسك.
وفي السياق نفسه أعلنت أوكرانيا عن مقتل وإصابة 4600 جنديًا روسيًا في هجماتها المُضادة، لتفرِض الدول الأوربية حِزمة من العقوبات على روسيا، يأتي من بينها؛ تجميد أصولها رغبةً من الحكومة البريطانية في دفع روسيا وإجبارها على دفع تعويضات ثمينة لأوكرانيا جراء هجماتها على مُدنها، واستهدف مناطقٍ حيوية فيها.
غرق 818 منزلا أوكرانيًا في خيرسون
وفي السياق نفسه تواجه اوكرانيا فيضانًا مُنتظَّر بعد انفجار سد نوفا كاخوفكا والذي أشارت التقارير الأوربية إلى الفاعل الحقيقي، لتُزيح الستار وتكشف عن الدب الروسي، وضرباته التي جاءت لتُعرقِل مسيرة الزحف الأوكراني على المناطق التي استحوذت عليها.
لاسيما ذكرت صحيفة الجارديان، ما أفادت به وزارة الداخلية الأوكرانية، بغرق الضفة الواقعة على يمينًا لنهر دنيبرو في مدينة خيرسون، لتتكبد خسائر فادحة، بعدما غرق 818 منزلاً، بالإضافة إلى أربع مستوطنات.
لنترُك هذه الجبهة المُشتعِلة ونرصُد جبهة صارت أكثر توترًا واشتعالاً.
أمريكا تُطالب الصين بمنع تصنيع الأسلحة التكنولوجية لروسيا
ففي اللقاء المُنتظَّر، الذي وصفه الخبراء بالخطير، بين النسر الأمريكي والتنين الصيني، والذي جاء بعد توتر العلاقات وتقوّيض مساعي الاتفاقات الدولية بينهم؛ وحربٌ كلامية ومناوشات بالقرارات.
فقد ألتقى كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، إلا أن تصريحات بيلنكين لم تصُب في صالح العلاقات الثنائية بين البلدين، فقد صرح بأن الخلافات مازالت كبيرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفقًا لموقع بي بي سي.
فيما جاء على هامش هذا اللقاء، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية، بالتزام الصين بوقف تصنيع الأسلحة التكنولوجية، لصالح الدب الروسي، في إشارة إلى الحد من الدعم الروسي الصيني، وخاصةً فيما يتعلَّق بالحرب الروسية الأوكرانية.
الجدير بالذِكر هنا توتر العلاقات والخلافات وراء الطرفين جاءت نتيجة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، والذي أودى بها بعد افتعال الأزمة التجارية.
في حربٍ أُشِعلت لأول مرة بين الصين وأمريكا؛ ومن بعدها تطوَّرت الفجوة بين الطرفين على إثر واقعة إسقاط بالون للتجسُّس الصيني في أمريكا، إلا أن صحِة هذا الحدث لم تتأكد، ليعتبِرها البعض مزاعِم غير مؤكدة.
دول أوربية تسعى لشراء أسلحة ميسترال الفرنسية
فيما نشرت رويترز مساعي الدول الأوربية الأربعة حيث؛ قبرص، فضلاً عن بلجيكا، واستونيا، والمجر، لشراء الأنظمة الدفاعية الجوية من الداخل بدلاً من خارج أوربا.
حيث أقنع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عددًا من دول حلف شمال الأطلسي بتوقيع خطاب نوايا لشراء أنظمة دفاع جوي فرنسية من طراز ميسترال،
مما ُيمثِّل تطورًا إيجابيًا في إقناع بعض حلفاء فرنسا الأوروبيين بشراء أنظمة محلية الصنع مصنوعة في أوروبا بدلاً من الشراء من خارجها.
يأتي ذلك في إطار تعزيز قدرات الدفاع الجوي عبر القارة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وسبق وكانت ألمانيا قد أعلنت في أكتوبر الماضي عن خطط لشراء أنظمة دفاع جوي جزئيًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، مما أزعج فرنسا.
ومنذ ذلك الحين، انضمت نحو 17 دولة، بما في ذلك دول البلطيق وبريطانيا وقوى أوروبا الشرقية، إلى مبادرة سكاي شيلد الأوروبية لتعزيز قدرات الدفاع الجوي، في تطورًا فريد من نوعه، بالابتعاد عن أسلحة الولايات المتحدة الأمريكية، والتوّجه إلى فرنسا.
تجدُّد الاشتباكات بدارفور وخرقٌ للهدنة
وعلى جانب الملف الأفريقي، والتهديدات الأمنية السودانية، التي دفعت بالخرطوم إلى حافة الهاوية، بعدما اندلعت الحرب بين كلٍ من قوات الدعم السريع، والجيش السوداني، في مشهدٍ أقرب إلى المأسوي، قُتِل على إثره 3000 شخصًا، وذلك وفقًا لتصريحات وزير الصحة السوداني، جاء من بينهم المحامين والأطباء، بالإضافة إلى استهداف المعلمين، وذلك على الرغم من الهُدنة المُعلنة بين الطرفين، والتي تدعمها كل من المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه؛ ذكر موقع سي إن إن إلى اتفاقِ كل من قوات الجيش والدعم السريع، لوقف إطلاق النيران وإعلان الهُدمة لمدة 72 ساعة، بما يسمَّح بتدفُق الإمدادات والمساعدات العسكرية إلى السودانيين.
لتصِف سي إن إن هذه المبادرات التي تسعى إلى وقف إطلاق النار بالهشة، هنا تجدٌر الإشارة إلى حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها السودانيين، بعدما نُهِبت لأسواق، ولحِقَّ بعددٍ من المُدن انقطاع للاتصالات، فضلاً عن تدميرٍ للأحياء.
حتى تردَّت الأوضاع الإنسانية وقوِّض استقرار البلاد، لتصير الأوضاع السودانية على المحكّ وكذلك في أوكرانيا، فأصبح العالم كومة من اللهب تتجه نحو الهاوية.