الملياردير المصري محمد الفايد في ذمة الله
في خبر حزين تصدر وسائل الاعلام يوم الأربعاء 30 أغسطس 2023 ، يعلن وفاة رجل الاعمال المصري محمد الفايد عن عمر يناهز 94 سنة.
توفى محمد الفايد بعد مسيرة طويلة في مجال الاقتصاد والأعمال ، ومن قبيل الصدفة ان تأتى وفاته بالتزامن مع الذكرى الـ26 لرحيل نجله عماد الفايد في حادث سيارة كان يستقلها مع الأميرة ديانا أميرة ويلز الراحلة .
نبذة عن رجل الأعمال الراحل :-
ولقد ولد محمد الفايد بمدينة الاسكندرية ، في منطقة رأس التين ، في السابع والعشرين من يناير لعام 1929 ، من أسرة بسيطة ، حيث كان والده يعمل مدرسا للغة العربية ، وعمل الفايد في صغره بأشغال متعددة ، من بينها عتال بضائع بميناء الإسكندرية ، ولقد بدأ الفايد في تكوين ثروته عندما سافر الى السعودية ، وتزوج من الكاتبة سميرة خاشقجي شقيقة رجل الأعمال السعودي المعروف عدنان خاشقجي ، والذي ساعده في الدخول إلى تجارة الاستيراد بالمملكة المتحدة.
ويحتل رجل الاعمال الراحل محمد الفايد ، المرتبة ال12 في قائمة أثرياء العرب بصافي ثروة 2 مليار دولار ، ويحتل المرتبة 1516 عالمياً ، وكان الفايد مالكا لمتجر هارودز الشهير في لندن ، والذي باعه لقطر بقيمة تقدر بـ2.4 مليار دولار عام 2010 ، ويملك ايضا فندق Ritz Paris الذي أعيد افتتاحه عام 2016 ، بعدما استغرقت أعمال التجديدات 4 سنوات ، حيث سُميت الغرف والأجنحة بأسماء ضيوف الفندق من المشاهير مثل Coco Chanel ، وفى عام 2013 باع الفايد نادي فولهام الإنجليزي لكرة القدم إلى الملياردير شاهد خان بقيمة مقدرة بلغت 300 مليون دولار.
حربه ضد العائلة المالكة :-
ولقد اشتهر رجل الاعمال الراحل ، بأسلوبه الصريح والفظ في كثير من الأحيان ، وانتقامه من حزب المحافظين ، وعلى مدى سنوات الفايد الاخيرة خاض حملة ضد العائلة المالكة في بريطانيا ، لا سيما دوق أدنبره ، الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث ، الذي اتهمه بالتسبب في وفاة ابنه الوحيد عماد الفايد (دودي) والأميرة ديانا في حادثة سير بباريس عام 1997.
وبالرغم من انتقاله الى المملكة المتحدة في السبعينيات ، وعمره المديد الذي قضاه فيها ، الا أنه لم يحقق طموحه بالحصول على جواز سفر بريطاني ، حيث فشل الفايد مرتين في محاولته الحصول على الجنسية البريطانية ، وفي المرة الثانية في عام 1995 ، قال للصحافة ، غاضباً من الرفض ، إنه دفع أموالاً لاثنين من وزراء المحافظين، “نيل هاملتون” و”تيم سميث” ، لطرح أسئلة في مجلس العموم حول هذه المسألة ، مما أدى الى أن ترك كلاهما الحكومة ، وخسر “هاملتون” ، الذي نفى هذا الادعاء ، قضية تشهير ضد الفايد.
ولقد أمضى الفايد سنواته الأخيرة في التساؤل عن الظروف المحيطة بوفاة ديانا ودودى ، حيث انه لم يتعاف أبداً من صدمة الحادث ، وأصبح مهووساً بالتكهنات المحيطة بظروف الوفاة ، وتضمنت أدلته في التحقيق ادعاءات بأن الحادث كان بناء على أوامر من الأمير فيليب وبالتواطؤ مع جهاز المخابرات البريطاني ، ولقد اعتبرها الطبيب الشرعي “نظرية مؤامرة” ورفضتها هيئة المحلفين ، وظل الفايد بعيداً عن الأضواء إلى حد كبير خلال العقد الماضي ، إذ كان يعيش في قصره مع زوجته.
وتحت عنوان “وفاة الفايد صديق ديانا الوفي عن عمر يناهز 94 عاما” ، خصصت صحيفة “ديلى ستار” صفحتها الرئيسية لتسليط الضوء على وفاة الفايد وعلاقته السابقة بالأميرة ديانا.
وشيع العشرات جثمان محمد الفايد من مسجد رينجز بارك ، فى الوقت الذى كانت تعيد فيه الصحافة البريطانية احياء ذكري الحادث الذى لقى فيه كلا من ديانا ودودي مصرعهما ، وتفاصيل قصة الحب بينهما ، لتفتح تلك الوفاة صفحة جديدة من قصة محمد الفايد داخل المملكة المتحدة ، وسط تساؤلات عن مصير ثرواته داخل وخارج بريطانيا.