قصة نائل مرزوقي الذي اشعل فرنسا بالاحتجاجات

قصة نائل مرزوقي الذي اشعل فرنسا بالاحتجاجات

ما هي قصة نائل مرزوقي الشاب الذي اشعل فرنسا بالاحتجاجات ؟، بعد أنباءٍ عن مقتل مراهق على يد شرطي فرنسي لتشتعل نيران الغضب.

قصة نائل مرزوقي الذي اشعل فرنسا

أوضاعٌ لن تهدأ ومُلابسات مازالت غامضة على الرغمِ من تداول مقطعًا يكشف كل ما حدث غضبٌ عارِم في الشوارع الفرنسية مُستمرًا في يومه الرابعِ على التوالي دون توقفٍ جاء على إثرِ حادثٍ قُتِل فيه شاب يُدعَّى نائِل؛ يبلُغ من العمرِ سبعة عشرة عامًا،

 على يد رجل شرطة بعدما استوقفاه شرطيين وحاولا التحدُّث معه، ولكن دون جدوى وقد انطلِق مُسرعًا، حينها صوّب الشرطي مُسدسه إزاء الشاب، ليُطلِق نيرانه،

إلا أن نائل قاوم رصاصة الشرطي مُتحركًا بسيارته، على مسافة قصيرة للغاية ومن بعدها تحرّك مُسرعًا، ليصطدم بالحاجز وتنقلب السيارة ليهرب الشاب الأخر الذي كان راكبًا مع نائل.

توتر فرنسا بعد مقتل الشاب الجزائري

ومن ثم سرعان ما تم نقل الشاب إلى المستشفى، حيث وقف أحد الأشخاص الذين يعرفون نائِل

موبخًا الشرطة بصوتٍ عالٍ وبانفعِال، لقِتل الطفل على حد قوله، لكوّنه لا يمتلك رخصة قيادة أو حتى حاول الهروب منهم وعدم الامتثال لأوامرهم، فإن هذا لم يكٌن مُبرِرًا لإطلاق النيران عليه.

مُشيرًا إلى معرفته بأمِ نائِل التي حرِصت على تربيته وحدها، والآن بات عليها دفنه، لينتشر هذا الفيديو كالنارِ في الهشيم وتباينت الآراء، وكانت الغلبة للأشخاص المحبين لنائل وذلك لشعبيته الكبيرة، فقد أُطلِق عليه الملاك الصغير. فيما سارع جيرانه وغيره من الشباب المُحتج في التوجهِ إلى الشارع تعبيرًا عن غضبهم العارم، بعدما وجهِت تهمة القتل العمد للشرطي.

نائل المرزوقي تعرف على أصوله العربية

لذا بات علينا التعرُّف على من هو نائل المرزوقي الذي اشعل فرنسا؟

فقد قُتِل على يد الشرطة الفرنسية برصاصٍ أشعل فتيل أزمة، وذلك في مدينة نانتير، تلك الضاحية الغربية الفرنسية الواقعة في العاصمة باريس،

باتت الآن شاهدةً على مقتل الشاب الجزائري ذات الأصول العربية، ولكن ما الذي أشعل موجة الغضب العارمة التي ضربت فرنسا،

إذ راجت فيديوهات كشفت عن الحادث وتداعياته، بمقتل الشاب، وسرعان ما خرجت والدته، مُناديةً بنزول الشعب الفرنسي إلى الشارع

بعد التمييز العنصري ضد العرب الذي وقع نائِل المرزوقي ضحيته.

ردة فِعل والدة الشاب نائل

فماذا قالت دعونا نتطرَّق لهذا؟ لم يكُن الشرطي مُضطرًا لإطلاق النيران برصاصةٍ في الصدر وعلى تلك المسافة القصيرة للغاية، فقد أشارت إلى أنه كان عليه توقيفه فقط.

وكذا فقد أضافت بتجاوز الشرطي في حق ابنها، بدافعِ كوّنه عربي صغيرًا ودفعه هذا لقتل نائل على الفور، من دونِ اتخاذ الإجراءات المُناسبة مُتسائلة إلى متى سيستمر هذا؟

ومن بعدها اشتعلت الشوارع بعد اشتعال نفوس الفرنسيين، والتي وثقت الحادث، وفي المقابل جاءت حالة من عدم الانفعال من قِبل المؤسسات المعنية.

وتحديدًا من قِبل الجهات الحقوقية وخاصةً حقوق الإنسان الأمريكية، حيث تغاضت عن الحادِث جنبًا إلى جنب مع قرار السلطات الفرنسية، بوقف الشرطي الذي قتل نائل بتهمةِ القتل المُتعَّمد.

موقف وزير الداخلية الفرنسية المثير للجدل

لتضرب موجه من الاحتجاجات فرنسا، بعدما أثارت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان،

بإمكانية براءة الشرطي، داعيًا إلى احترام فرضية كوّنه ربما يكون بريئًا، وسرعان ما اتخذ العديد من التدابير الأمنية المفاجئة التي جاء من بينها، نشر العناصر الأمنية بأعدادٍ مُكثفة، حيث بلغوا 2000 عنصرًا من الشرطة،

وبالفِعل سرعان ما وقعت اشتباكاتٍ عنيفة يوم الحادث وتحديدًا في السابع والعشرين من شهر يونيو الموافق يوم الثلاثاء.

رد الشرطة ومحامي نائل مرزوقي

إلا أن ردّ الشرطة كان واضحًا، فوفقًا للقناة الفرنسية فرنسا 24، فقد أشارت إلى السيارة التي كان يركبها نائل وبرفقته شابًا أخر.

ارتكبت مخالفة مرورية استعدت من قوات الشرطة التدخُل، مُشيرين إلى شعور الشرطيين بالخطر الوشيك من قِبل الشاب، فقد صدر إعلان من قِبل الشرطة، في إشارة منهم إلى استخدام السلاح من قِبل الشرطيين

بسبب شعورهم بالتهديد لحياتهما، بعدما حاول نائل دهسهما، دفع هذا في المُقابل مُحامي نائل إلى تكذيب موقف الشرطة.

مؤكدًا على عدم وجود أية مخاطرٍ ومُشيرًا إلى الفيديو الذي ينفي كل ما يقوله الشرطي الذي قتَّل نائل،

مُتسائلاً كيف كانا في خطر أثناء وقوفهما بجانب السيارة؛ ولم يكونوا أمامها مباشرةً.

اشتعال حي نائل وجيرانه ينفعلون على الشرطة

حيث خرج سكان حي نانتير، في موجه عارمة من الغضب، لتشهد المنطقة مُشادات ومواجهات عنيفة بين الشرطة وجيران نائل؛ لتتدفق قوات الشرطة التي بلغ عددها 1300 شرطيًا، لتستمر الاشتباكات قُرابة الست ساعات.

لتقع خسائر كبيرة في الأفراد وسيارات الشرطة، حيث اشتعلت النيران في 50 سيارة، بالإضافة إلى إصابة 24 شرطيًا، ليُلقى القبض على 31 مُحتجًا.

ليتحوّل إلى قضية رأي عام وتندلِّع موجة من الغضب، في شتى أرجاء المدن المجاورة والبلديات.

حتى استمرت موجة الغضب الفرنسية قرابة أربعة أيام متتالية، خلالهما أُلقيَّ القبض على أكثر من 270 فرنسيًا جراء الاحتجاجات على مقتل الشاب الفرنسي نائل،

جنبًا إلى جنب مع إصابة ما يزيد عن 300 ضابطًا أثناء مُكافحة اعمال الشغب وفقًا لما أعلن عنه وزير الداخلية الفرنسي، دارمانان.

لتشهد العديد من المُدن الفرنسية مُظاهرات عنيفة، خاصةً في مدينة مرسيليا، إذ تم احتجاز 20 فرنسيًا في ليون،

كم  اُحتجِز الفرنسيين هناك، واندلعت الاشتباكات في كافة المدن.

موقف القيادات الفرنسية

إلا أن الموقف الفرنسي اعترّض عليه العالم، حيث طالبت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، من الوزراء البقاء في باريس حتى تهدأ الأوضاع في البلاد.

وفي المقابِل اندلعت المزيد من الاحتجاجات بعدما راجت فيديوهات تكشف عن عدم اكتراث ماكرون باشتعال بلده،

 وتطوّر الصراع، وذلك بظهوره في حفلٍ موسيقي راقِص، أثناء زيارته في بروكسيل، لحضوره قمة الاتحاد الأوربي،

ومع فرضية تعرُّض البلاد لحالة الطوارئ، التي أعلنت عنها رئيسة الحكومة الفرنسية، اضطر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للعودة من رحلته مُسرعًا.

موقف الشرطي القاتل لنائل

إلا أن موقف الشرطي الذي قتل نائل كان واضحًا، فأول ما نطق به أمام المحكمة كانت كلمة آسِف، واختتم حديثه بالاعتذار إلى عائلته” كما صرح مُحاميه، بأنه شرطي ولا يستيقظ من نومه لقتلِ الناس، إلا أن والدة الشاب نائل مازالت تُدينه.

فقد بات قدّرُه معروفًا، بعدما أطلق النار على نائل وقتله، وأصابت طلقاته قلب الأم، واشعلت فتيل الاحتجاجات الفرنسية.

فهل تستمر النيران مُندلعة في أرجاء فرنسا، أم تهدأ؟.

Leave A Comment