- سيد نفسه من لا سيد له
- نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- حيث تكون الحرية يكون الوطن
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها
من هو طباخ بوتن وعلاقته بـ” مجموعة فاغنر المسلحة “، ومن يُديرها تاريخ تأسيسها وتأثيرها في الحرب الروسية، كل هذا نتطرّق إليه، فتابعونا.
مجموعة فاغنر المسلحة
فاغنر في عيون الغرب تعني الوحدة المستقلة التي تنتمي إلى وزارة الدفاع الروسية. فهي عبارة عن تشكيل مُسلح تابع للقوات الروسية الغير حكومية، أسسها رجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوزين، لتُصبح واحدة من القوات التي تعتمد عليها روسيا، فيما انطلقت لأول مرة في عملها بعام ألفين وأربعة عشرة، لتدخُّل في الساحات القتالية بعدد من المواقع بمُختلاف البلدان.
حيث تشهد تواجدًا كبيرًا في أوكرانيا، فضلاً عن دورها في سوريا. لاسيما تكمُّن أهميتها في الساحات القتالية، فيما أشارت الصحيفة الروسية فونتانكا ار يو(fontanka.ru) إليها كواحدةٍ من المنظمات العسكرية، التي استخدمتها روسيا في عدد من المعارك وربما أكثر من ذلك،
فقد رصدت هذه الصحيفة اعتماد روسيا عليها في تأمين السفن التجارية، بعدما كانت تتعرّض للسطوّ من القراصنة، لتُصبِح الملاك الحارس لروسيا.
مؤسس فاغنر ورئيسها من هو؟
ولكن هذا يجعل سؤالاً هامًا يقفز إلى الأذهان حول من هو مؤسس هذه المجموعة وماذا عن علاقته بالرئيس الروسي فلادمير بوتين؟ فيما أطلق عليه موقع بي بي سي البريطاني حليف بوتين، حيث يفغيني بريغوزين، التي باتت تصريحاته تتصدر المشهد الروسي الأوكراني، فهو واحدًا من أشهر رجال الأعمال في روسيا، إذ يمتلك العديد من المطاعم، ولديه شركات للشراب، والتموين.
لذا فقد اعتبره الكرملين من بين رجال الأعمال المرموقين في روسيا، لاسيما يبلغ من العمر اثنين وستين عامًا، جمعت بينه وبين بوتين العديد من الروابط المُشتركة حيث نشئ كل منهما في مدينة سان بطرسبرغ، الروسية، وأثناء رحلة صعود بوتين في مجال العمل السياسي، كان يتردد على مطعم يفغيني.
مما جعل البعض يُطلِّق عليه طباخ بوتين المُفضل، وبالتدريج توطدت العلاقة التي تجمع بينهما، وتوسعّت معها أعمال يفغيني في روسيا، إذ وقعّ عقودًا مع الجيش وبعض المؤوسات الحكومية بقيمة قُدِّرت بثلاث مليارات دولارًا.
مسار جدل في تاريخ يفغيني
ليصعد اسم يفغيني لأول مرة فيما بين الحروب الباردة التي تشنها كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حدث هذا عندما تورط يفغيني في قضية حملِّت اسم “مصنع ترول”، فيما أشارت التحقيقات إلى إدانته في تشكيلة وحدة معلومات مُضلله، والتي اُكتشِفَ كوّنها واحدة من مصادر الأخبار التي اُتهِمت بنشر أكاذيب عن المعارضة في روسيا، مع العمل على بثّ الأخبار الإيجابية فيما يخُص الكرملين.
وبالفِعل تأكدت هذه المعلومات بتورطه، بعد إجراء التحقيقات، التي قام بها المحامي والسياسي روبورت مولر، في عام ألفين وسته عشرة، إذ تبيّن التدخُّل الروسي الصارخ في الانتخابات الأمريكية، بأيدي يفغيني.
الذي أكد هذه المعلومات من جانبه في تصريحاتٍ لاحقه له. ولم تهدأ الصحافة وتتبعت الأمر، حتى واجهت مجموعة فاغنر بأعمالها الإرهابية، وتوالت رحلة المواجهة بين هذه المجموعة، ويفغيني، وبات السِجال بينهما أمرًا لا مفرّ منه،
إعلان وجود مجموعة فاغنر
تكشف مجموعة فاغنر بقيادة يفغيني، عن وجهها الحقيقي بدون خجل أو تردُّد في حرب روسيا على أوكرانيا في عام ألفين وأربعة عشرة، وذلك من خلال انضمامها إلى انفصاليين ينتمون إلى روسيا، والسعي للانتصار بعدد من المعارك بمطار لوغانسك.
كما قاموا جنبًا إلى جنب مع هذه الهجمات بالتخلُّص من بعض القيادات، التي رغبت روسيا في التخلُّص منها. وتوالت الهجمات ففي عام ألفين واثنين وعشرين، قامت مجموعة فاغنر ببثّ بعض الشائعات فيما يتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا، وفي شهر سبتمبر من نفس العام، شهد العالم إعلان يفغيني عن زعامته لمجموعة من الجنود المرتزقة، وتأسيسه شركة فاغنر.
تمويل مجموعة فاغنر
ولكن ماذا عن تمويل هذه المجموعة؟، هنا تختلف الآراء وتتباين المعلومات، فأول ما يرد على الأذهان، ما يُشير إلى تمويل هذه المجموعة من وزارة الدفاع الروسي.
إذ بلغت حجم الإنفاق عليها ما يتراوح بين خمسة فاصل واحد مليارًا روبل إلى عشرة فاصل ثلاثة مليارًا روبل.
فيما حصل عليها رجال قوات فاغنر نقدًا، إلى جانب الدعم الكامل الذي يُتاح لهم في نفقاتهم على المأكل والإقامة، وكذا المشرب.
إلى جانب ما يُدفَّع للإنفاق على الضحايا في صفوفهم، حيث حددت القوات مهامها في عدد من القارات التي من بينها؛ سوريا، فضلاً عن أفريقيا،
كما تتواجد حاليًا في أوكرانيا، وتتنامى جهودها في دولة السودان، مؤخرًا بعد اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع، وقوات الجيش السوداني.
كم عدد مرتزقة فاغنر؟
ويبقى السؤال حول عدد قوات فاغنر الآن، وهل باتوا يمثلون جيشًا كبيرًا حقًا؟
ليست المعلومات واضحة، ولكن أشارت الولايات المتحدة إلى أنهم أصبحوا قوى لا يُستهان بها
فيما بلغ عددهم ربع القوة الروسية، إلى جانب عمليات التجنيد المستمرة، حيث يأتي من بينها السجناء.
حيث دعت مجموعة فاغنر للاستعانة بعدد من القوات للانضمام إليها، يُقال بأنهم مُجندين من الصرب، بينما نفت الأخيرة هذه التصريحات.
كما تُعزِز قوات فاغنر الروسية من قدرتها العسكرية، ولا يتوقف الأمر فقط على تزويد عدد الجيش، بل أيضًا، توّجه جهودها، إلى جمع العتاد،
مما يجعلها واحدة من أقوى وأخطر المجموعات العسكرية برًا وبحرًا وجوًا، بما لديها من مدفعيات، وطائرات.
مسار الحرب إلى أين تتجه مجموعة فاغنر
فتبدو مجموعة فاغنر مترامية الأطراف، تُحارب هنا وهناك، لتشهد العمليات العسكرية في سوريا،
وتحديدًا في مواقع حقول النفط، لتُصبح داعمًا للحكومة السورية تقف بجانبها لتُعزز من سطوتها على الأرض، وحارسها الأمين على المصادر النفطية بالبلاد.
إذ تبنّت روسيا دعم دولة سوريا منذ بدأ الصرع السوري الذي اندلع في عام ألفين واحد عشر.
ولم تتوقف مجموعة فاغنر عند هذا الحد بل امتد دورها ليتجلّى في الصراع الروسي الأوكرانية، فباتت السلاح الذي تضرب به كييف وسائر مدنها بلا هوادة.
فحين احتاجت روسيا إلى قوة حقيقية على الأرض، تحارب من أجلها، كانت مجموعة فاغنر أول من لجأت إليه.
التي على حد وصف موقع بي بي سي باتت تملك عشرات الآلاف من الجنود المُجندين حاليًا للوقوف على الجبهات المُتفرقة في أوكرانيا، رغبةً في تحقيق المزيد من الإنجازات العسكرية لصالح روسيا، فهل تستمر فاغنر يد روسيا التي تضرب بها؟ أم تتشتت جهودها بنقص الذخائر لديها، وما تُعانيه من نقصٍ في عتادها
فاغنر في السودان
فيما تطورّ الوضع عسكريًا على الأراضي السودانية، وتحركات واشنطن على الأراضي السودانية، في المقابل مدفوعة بمزاعم مُطاردة مجموعة فانغر، في إشارة إلى وجود فانغر بأرض الصراع، ولكن حتى الآن لم تتأكد صحة الأنباء التي خرجت بها الولايات المتحدة الأمريكية.
اتهامات العالم لمجموعة فاغنر
وفي المُقابل وجِّهت عدد من الإدانات والاتهامات، من قِبل مجموعة من الدبلوماسيين إلى مجموعة فاغنر، مشيرين إلى مطامع فاغنر في استخراج الذهب من الأراضي السودان، بينما نفت مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية هذه التصريحات، إذ أشارت إلى عدم وجودها بالأراضي السودانية لأكثر من عامين. فضلاً عن كوّنها لم تتلقى أو تُجري أية اتصالاتٍ بأي من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع.
فهل تستمر مجموعة فاغنر الروسية في الدفع بالمزيد من قواتها إلى ساحات القِتال.
فتضرب بلا هوادة حين تطأ قدماها أوكرانيا، والسودان وغيرهم من الدول ولا تأبى إلا بتحقيق مصالح روسيا على أرض المعركة؟…
وللاطلاع على المزيد من الاخبار يُمكنك قراءة أيضًا: