إعصار دانيال

تجابه البلاد على طول ساحل المتوسط عاصفة عاتية  بخصائص شبه استوائية ، وتأخذ تلك العاصفة وضع الدوران حول مركز المنخفض مشكلة بذلك عينًا مغلقة ، بسبب خصائصها الاستوائية ، ومن ثم تصل الى اليابس في مدة قصيرة ، وتُعد تلك العاصفة من الأمور النادرة جدا ، ويطلق على تلك العاصفة اسم إعصار دانيال أو العاصفة دانيال ، ولقد اجتاح الاعصار دانيال اليونان وتسبب في عاصفة ممطرة استمرت 3 أيام في وسط البلاد.

واذا تسألت عزيزى عن مدى  خطورة ذلك الاعصار ، فيمكننى اخبارك بأنه ما أن يحل هذا الاعصار ببلد حتى تحل به النكسة .

وفى الساعات الاخيرة ضرب إعصار دانيال بقوة الأراضي الليبية ، وخلف وراءه أضرارا مادية جسيمة في عدد من القرى والمدن ، وكان للمناطق الشرقية من البلاد النصيب الأكبر من تلك الأضرار التى داهمتها ، فتعرضت آلاف المنازل والسيارات للغرق ، واجتثت الرياح الاشجار من قرارها المكين  في باطن الارض .

 كما تسبب الاعصار في أمطار غزيرة  وعواصف رعدية ، ووصل ارتفاع الأمواج لما يتجاوز الأربعة أمتار ، ونتج عن ذلك فيضانات وسيول ملأت الشوارع ، بات جرائها المواطنين مُحاصرين داخل بيوتهم .

وتسبب ارتفاع منسوب المياه الى غرق أحياء كاملة ، مما أدى إلى شلل خطوط الكهرباء وتوقف الخدمات العامة والخاصة ، وعلى اثر ذلك وجهت السلطات الليبية بالتعامل الفوري مع السيول ، متعهدة ببذل أقصى الجهد لحماية  وإغاثة السكان ، كما تعمل قوات الجيش الليبي على نقل الأغذية والمساعدات إلى المناطق المتضررة ، بالإضافةً إلى إجلاء العالقين ، وتوجهت شركة الكهرباء لتحذير المواطنين من التعامل مع أعطال الكهرباء بشكل منفرد  ، ولقد ارتفعت أعداد ضحايا الفيضانات  في مدينة درنة شرقي ليبيا الى احدى عشرة  قتيلا ، وهذا العدد الكبير من الضحايا ، دفع السلطات لإعلان مدينة درنة ، مدينة منكوبة ، ولقد أكدت السلطات الليبية أن الامطار الغزيرة ألحقت أضراراً كبيرة وفادحة بالبنية التحتية ، كما أن هناك عدد من المفقودين وجارى البحث عنهم ، ولعل التوابع تكون خيرا ، وتقف الكوارث الناتجة عن اعصار دانيال عند هذا الحد.

ومن المتوقع أن يكون تاثير اعصار دانيال قويًا على مناطق الجبل الأخضر وبنغازي حتى أجدابيا ، وأعلنت ليبيا حالة الطواريء  بسبب الإعصار ، وطالب رئيس حكومة البرلمان في ليبيا عُمداء البلديات بإخلاء المناطق من السكان التي يتوقع جريان أوديتها وتهديدها الأهالي ، بالإضافة إلى اتخاذ ما يلزم لتجنيب المواشي أي مخاطر محتملة.

كما نصحت المواطنين بضرورة القيادة بهدوء تام خلال سقوط الأمطار ، مع تجنب التواجد في أماكن سقوط الأمطار الغزيرة ، وعدم الوقوف بجانب الأشجار ، والمباني المتهالكة ، وأعمدة الإنارة وأكشاك الكهرباء والألواح المعدنية.

الاعصار يطرق أبواب مصر

إعصار دانيال على أبواب مصر :-

ومن خلال جولة الإعصار من اليونان مخلفة وراءها أضرارا كبيرة وخسائر فادحة نتيجة الأمطار الغزيرة و‌الفيضانات العارمة ، مرورا بالأراضي الليبية لتكون ليبيا على موعد غادر مع الأمطار الغزيرة وفرص كبيرة لتشكل السيول.

فكان التوقع حدوث نشاطا في سرعة الرياح ، وارتفاع كبير للأمواج ، وعليها تكون مصر هى وجهة الاعصار التالية .

وعلى ذلك وقفت الاسكندرية والمناطق الحدودية مع ليبيا متأهبة لقدوم الإعصار ، وأعلنت شركة الصرف الصحى بالإسكندرية ، تكثيف أعمال تطهير الشنايش والمطابق ورفع درجة الاستعداد ، حيث من المتوقع أن تشهد البلاد  تقلبات جوية تتمثل في نشاط للرياح تصل سرعتها الى 50  كم/ ساعة تكون مثيرة للرمال والأتربة ، بالاضافة الى هطول أمطار رعدية.

ولقد حذرت هيئة الأرصاد الجوية من أول منخفض جوى فى فصل الخريف ، حيث تسود حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية ، والتى تبدأ من غرب البلاد ، وتتجه نحو شمالها ، وسوف تستمر تلك الاحوال السيئة عدة أيام .

ولقد وصل الإعصار دانيال إلى مطروح ، وكانت البداية من مدينتى السلوم وسيوة ، وشهدتا نشاطا للرياح وعواصف ترابية وأمطار بين متوسطة وغزيرة.

كما ضربت الأمطار المصاحبة للعاصفة دانيال جميع المصطافين فى مرسى مطروح ، وأجبرتهم على مغادرة الشواطىء والعودة إلى الفنادق والشاليهات ، وكذلك ضرب الاعصار الإسكندرية بعاصفة ترابية ورياح مثيرة للرمال والأتربة ، أدت إلى ضبابية الرؤية على الكورنيش وفوق مسطح البحر.

وشهدت البلاد شبورة كثيفة تكسو سماء المدينة خاصة فوق مسطح البحر ، بسبب تراكم السحب المنخفضة والمتوسطة ، مع ارتفاع فى درجات الحرارة حيث سجلت الإسكندرية اليوم 34 درجة فى العظمى ، ومن المتوقع أن تشهد الإسكندرية أمطار رعدية خفيفة ومتوسطة مساء.

 وفي نطاق الجهود التى تقوم بها الدولة  من أجل التصدى للاعصار ، فنجد ان اللواء محمود نافع رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحى بالإسكندرية ، قام بالتشديد  على استمرار عمل غرفة الطوارئ والخط الساخن طوال اليوم لتلقى شكاوى المواطنين للعمل على حلها فورا ، وشدد أيضا على تواجد رؤساء القطاعات ومديرى العموم فى مناطق عملهم والاطمئنان بصفة مستمرة على حسن سير العمل ، والتأكد من عدم وجود أى مشاكل بالشبكات ، واتخاذ اللازم فورًا حيال وجود أى شكاوى ، كما أكد على التنسيق الكامل مع غرفة عمليات الشركة القابضة وغرفة عمليات محافظة الإسكندرية والأحياء ومختلف الأجهزة التنفيذية بالمحافظة.

ومن المتوقع نهاية تأثير هذا المنخفض ، وبداية خروج الاعصار من الأراضي المصرية ، من يوم الخميس متجها الى بلاد الشام ، لتشهد البلاد بداية من ذلك حالة من الاستقرار بالأحوال الجوية.

ونأمل أن يمر هذا الاعصار بسلام ، وألا يخلف وراءه حوادث ، كما حدث في كل من اليونان وليبيا ، وأن يخرج جميع المواطنين من ذلك الطقس السيء بسلام ، وألا يسفر الاعصار عن أى خسائر في الأرواح أو خسائر من نوع أخر.

Leave A Comment